في العدد 15044 المؤرخ في 11 رمضان 1430ه في هذه الصحيفة وبهذه الصفحة بالذات كتبت تحت عنوان (كلنا مستهدفون في أمن الوطن) وذلك إثر الاعتداء الآثم الذي استهدف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية. وحيث أن ما حدث من اعتداء سافر على منفذ الوديعة الحدودي واستشهاد حماة الوطن الذين لا ذنب لهم الا الذود عن وطنهم والسهر على أمنه، متشابهان في الزمان والاهداف والغايات والنهايات التي حلت بأولئك المعتدين، فسأعيد نشر ذلك المقال: (يقول الإمام الحافظ ابن كثير في تفسيره للآية الكريمة (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) إذا أراد الله بقوم اقتطاعاً فتح لهم أو فتح عليهم باب خيانة. وها نحن نرى الفئة الضالة الباغية الخارجة عن القيم والأخلاق والسلوك المليئة بالحقد واللؤم وفساد الرأي والروية يقومون بأعمال غير أخلاقية ويتخلقون بأخلاق الغدر والخيانة وقد كشف الله سترهم ونواياهم ومقاصدهم في أفضل شهور العام شهر رمضان المبارك وفي يوم من أيامه الفاضلة. ونرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز يفتح صدره وقلبه وبيته وإذا بهم يقابلون ابتسامته وعفوه وكرمه بتكشير أنيابهم وغدرهم وحقدهم وفساد طويتهم فهذا الضال قد أتى كما يدعي لتسليم نفسه والعودة إلى صوابه وإذا به ينتحل صفة الخيانة وأي خيانة أعظم من القتل وبالأسلوب الذي انتهجه.. يقول الله تعالى «وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ (61) وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (62)» سورة المائدة. يقول ابن كثير في تفسيره وهذه صفه المنافقين منهم أنهم يصانعون المؤمنين في الظاهر وقلوبهم منطوية على الكفر ولهذا قال وقد دخلوا أي عندك يا محمد صلى الله عليه وسلم بالكفر أي مستصحبين الكفر في قلوبهم ثم خرجوا وهو كامن فيها لم ينتفعوا بما قد سمعوا منك من العلم وما نجعت فيهم المواعظ ولا الزواجر، ولهذا قال وهم قد خرجوا به فخصهم به دون غيرهم والله عالم بسرائرهم وما تنطوي عليه ضمائرهم وان أظهروا لخلقه خلاف ذلك وتزينوا بما ليس فيهم فإن الله تعالى عالم الغيب والشهادة وسيجزيهم على ذلك أتم الجزاء، كما انهم يبادرون إلى تعاطي المآثم والمحارم والاعتداء على الناس لبئس ما كانوا يعملون ولبئس العمل عملهم وبئس الاعتداء اعتداؤهم.. انتهى كلام ابن كثير. فلنلحظ أن ما قام به ذلك الوغد من عمل آثم إنما زين له من قبل زمرة آثمة زينت له سوء عمله، وساء من عمل ومن خلق دنيء. ومع عظم الحدث وجلالة الموقف وسوء الفعل إلا أنه يضيء الإضاءات والإيحاءات بأن أولئك البغاة المنافقين يعملون لإفساد البلاد والعباد ولم يستفيدوا من النصح والتوجيه والإرشاد والمناصحة التي وفرتها لهم الدولة أيدها الله وفهم الأدلة الواضحة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله علية وسلم وعلى رغم ما بذلته حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين من نصح أولئك البغاة والأخذ بأيديهم إلى طريق الحق والصواب إلا أنهم صدوا عن الحق وركبوا عجلة الكفر والعدوان وما ذاك إلا لسوء فهمهم وما تنطوي عليه نفوسهم الشريرة. فعلينا رجالا ونساء معلمين ومتعلمين أن نتصدى لهم ونقف وقفة رجل واحد فكلنا محمد بن نايف مستهدفون في أمننا ووطننا فمحمد بن نايف كم وقف يواسي أبناء الشهداء ويمسح دموعهم ويخفف آلامهم ويشعرهم بالأبوة الحانية فهذه الخيانة ستقطع دابرهم وتعريهم بإذنه تعالى. فنحمد الله سبحانه وتعالى على سلامته ونهنئ أنفسنا وأهلينا وولاة أمرنا على تلكم السلامة ونحمد الله أن قطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين). فيتكرر الحدث ويتكرر الجرم ذلك اننا كلنا محمد بن نايف مستهدفون بأمننا وبأنفسنا وأموالنا وأعراضنا فيد الغدر هي نفسها والخيانة هي ذاتها والزمان هو الزمان شهر رمضان الذي لم يراعوا حرمته ولا مكانته فالحقد أعمى ابصارهم وأضل أعمالهم حتى تطايرت أشلاؤهم بما صنعوا، فإن كان أولئك لا يعلمون أن الانتحار محرمٌ فهذه مصيبةٌ، وإن كانوا يعلمون فالمصيبة أعظم والجرمُ أكبر وأن أهدافهم يمليها الشيطان فبئس القرين هو، فيقول فضيلة أمام وخطيب الحرم المكي (هؤلاء شرذمة جاهلة زال الدين من نفوسهم وانمحت الانسانية من صدورهم، وجد فيهم العدو خواء العقول من العلم والبصيرة ونُصِّبت عليهم شياطين في هيئة شيوخ يفتونهم ليس جهلا فحسب أنما بتضليل متعمد) وبعون الله سيخسأ الحقد وينكفئُ على مُريديه.