انتهت المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1 (السداسية الدولية) أمس السبت في العاصمة النمساوية فيينا بعد 18 يوما متتالية واتفق الجانبان على تمديد المفاوضات لمدة اربعة اشهر حتى الرابع والعشرين من نوفمبر - تشرين الثاني 2014، وغادر الوفد الايراني المفاوض برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف فيينا عائدا الى طهران. وقد استأنفت المفاوضات النووية يوم 2 يوليو الجاري في فيينا حضرها عن الجانب الايراني وزير الخارجية والوفد المفاوض، وعن جانب السداسية الدولية وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون وممثلي الدول الست، وقد تخللت المفاوضات محادثات ثنائية وثلاثية بين الوفد الايراني ووزراء الخارجية الامريكية والبريطانية والفرنسية والالمانية الذين حضروا الى العاصمة النمساوية لمتابعة المفاوضات عن قرب. وقد اتفق الجانبان في نهاية المحادثات ان يتم اعادة اموال ايران المجمدة في الولاياتالمتحدة على اربعة اقساط كل منها 500 مليون دولار وقسطين كل منهما 400 مليون دولار ابتداء من الاول من اغسطس - اب القادم وبفاصل كل ثلاثة اسابيع لكل قسط. واتفق الجانبان ايضا ان يحول اليورانيوم الايراني المخصب بنسبة 20 بالمائة الى وقود لمفاعل طهران بينما اتفق خلال الاشهر الستة من اتفاق جنيف ان يحول الى اوكسيد، كما تم الاتفاق على ان يحول فقط 25 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب خلال اربعة اشهر الى وقود ويحول الزائد منه الى وقود خلال الاشهر التالية، وتحول مخلفات المواد المخصبة الى يورانيوم طبيعي من اجل القيام بتخصيبها من جديد. وجاء في البيان الختامي للمحادثات ان تقدما ملموسا قد حصل في بعض الموضوعات ولكن هناك بون شايع حول بعض الموضوعات الاساسية ويحتاج حلها الى وقت وسعي اكثر. واعلن كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي للصحفيين في فيينا في ختام المحادثات: ان 65 بالمائة من مسودة الاتفاق قد دون، ولكن 35 بالمائة المتبقية ضمت قضايا مهمة، مشيرا الى اختلاف في وجهات النظر بين الطرفين في كثير من القضايا التي لم يتم الاتفاق بشأنها، ولكنه وصف اجواء المفاوضات بأنها كانت اجواء ايجابية وبناءة وكان الجانبان قد اظهرا الارادة للتوصل الى حلول. الى ذلك ابدت فرنسا أمس السبت أملها في ان يقنع مد المحادثات النووية بين الغرب وايران الاخيرة بالقيام "بخيارات ضرورية" من أجل التوصل لاتفاق طويل الأمد ولكنه حذر من استمرار الخلافات القائمة. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان خلال زيارة لمصر "تأمل فرنسا ان تتيح المهلة الجديدة لايران القيام بالخيارات الضرورية التي نتوقعها من اجل التوصل لاتفاق طويل الامد وموضع ثقة ودائم". وقال فابيوس "احرزت المفاوضات مع إيران بعض التقدم بشأن نقاط معينة ولكن يظل الخلاف الرئيسي بشأن عدة نقاط لاسيما تخصيب اليورانيوم". وقال فابيوس إن من المتوقع ان تتعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بشان الجوانب العسكرية المحتملة لبرنامجها النووي، واضاف "التزمت ايران بان تطلع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على نتائج بنهاية الشهر الحالي. وسيقدم ذلك مؤشرا مهما على جدية ايران قبل استئاف المحادثات في سبتمبر".