الأصل أن يفطر الصائم على الرطب فإن لم يجد فعلى التمر فإن لم يجد فعلى الماء.. في ذلك أسرار عجيبة منها أن الرطب فيه أنواع من السكريات تجعل منه غذاء سهل الامتصاص وسريع الفعالية لوجود السكريات سهلة الامتصاص، ويحتوي أيضاً على ألياف تجعل السكر يتوزع عليها عندما يصل الى الأمعاء الدقيقة فيكون توزيع تلك السكريات متوازناً فلا يمتص دفعة واحدة لكيلا يرفع نسبة السكر في الدم فجأة ما يسبب ما يعرف بصدمة ارتفاع السكر في الدم، ولو تم تناول نفس الكمية من السكريات الموجودة في ذلك التمر لتسبب في تلك الصدمة ولكن شاءت قدرة الله عز وجل أن يكون السكر من النوع الثنائي الذي يحتاج وقتا للتكسير والتحلل كما أن الألياف تقلل من امتصاصه دفعة واحدة، وهذه الألياف أيضا تمتص الماء فتحبسه قليلا في الأمعاء لكيلا يخرج مع البول ما يؤدي الى الوقاية من الإمساك الذي قد يحصل نتيجة لنقص الماء في الجسم طوال اليوم. كذلك تمد التمور جسم الصائم بكثير من العناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن بشكل متوازن وأيضاً تمد الجسم بالطاقة بشكل ممتاز ما يجعل العروق تبتل بشكل سريع ومتوازن، فالجرام الواحد يزود الجسم ب3 سعرات حرارية بينما يزوده الموز مثلا ب1.2 سعر والعنب 0.8 سعر.. هذا للمقارنة فقط. وأفضل ما تكون هذه النتائج عندما نفطر على الرطب لتوفر السكريات الثنائية فيها بشكل أفضل.