إذا كان هناك اختلاف في الشعر الفصيح حول أولوية كتابة الشعر الحر، فليس هناك اختلاف على أن أول من كتب الشعر الحر في الشعر النبطي هي منيرة المطلّق التي وصل شعرها إلى حاكم بريدة عالية نجد صالح الحسن المهنا حين استنجدت به بأبياتٍ رحلت بها الركبان .. الشايب اللي رفرف العقل ياناس تمشلح يسحّب شليل العباة لاقلت حشّ لناقتي قال ماناب وناقته ترعى رؤوس المفالي وخيل "الحناشل" شورفن جنّ غارات عسى على عمره تغير المنايا دونك أبو حسن بالبر نزّال عبّا لك البندق وعبّا المطارى وإن كان لكل شيء بداية، فلكل شيء نمو وتطور.. وهذا ما حصل مع الشعر الحر التي أبدعت به الشاعرة الخليجية كيف لا وهي أول من قاله: .. الشاعرة "فاتن عبدالعزيز كتبت شيئاً آخر: يا صاحبي ما انتوب ياصاحبي.. لاتنزل دموعك ولا تخاف من جوعك ومهما سكنك الخوف لاترجف ضلوعك هذا الجفاف يزول ابتنزل الامطار حلو الشتا في الصيف هالسر له اسرار لاتشيع ها الأخبار ترى الزمن خايف ياصاحبي أصل الزمن خواف! حصة هلال وللشاعرة "ميرة القاسم" مع الشعر الحر عالم آخر.. عالم يشبه المدينة الفاضلة عالم يسوده صمت السلام والحلم وتختفي به دمعة البكاء بين حروف الشعر : صمته سلام لين اختفى دمعه بكا بخافي الشعله فرح ولين انكوى عمره رسمت بجلده المجروح روح روحٍ تراود غربته تشتاق أنفاس الحنان... صمته حليم كلما ذكر حروفها صوت بصمته يرتعش والرمش يبتل بعماه ماينظر لشي بعيد ماينظر لشي قريب لانه معاه يرسل إلى الداخل مداه لآخر سماه وهي سقفه من الخوف الكسير لو تدري بحرقه خطاه لو تدري برجفه هواه لما تجي قربه .. ولو ينظر لها نظرة سلام ينسى بأنه هو يتيم إنه قديم .. ميرة القاسم أما الشاعرة "حصة هلال" فلها مع الشعر قصة أخرى وعشق آخر في كل قصائدها.. ونستطيع أن نقول إنها تحترف الشعر الحر وتعطيه حقه الذي يليق به وترى أنه مدرسة لها رونقها الخاص والمضمار الصعب الذي يمتد ويمتد ويمتد : غرفتي بكل امتداد فايضه مثل انحساري فوضوية مثل حلمي مخلصة مثل انكساري معشبه مثل الضلوع ممطره.. مثل الحنين مزهره.. مثل الرجوع عن الصحاب.. الخاينين عالمي الخاص المثالي ادفى من جنة خيالي شاهده على بعض عمري ضاحكة من بعض آمالي باكية في كل حزني دافية.. حيل.. وحميمه مفعمه بالعطر.. واسمى قبل.. تسع سنين كانت: سجن.. مثل.. الزيف بارد بعد عشر سنين صارت: كون مثل الشعر.. واعد دنيتي الأكثر.. أمان حضني.. الأصدق.. حنان لما.. جربت.. اللي.. برا.. عدت.. للوحدة الصديقه هنا.. بس. أحس نفسي طير.. له.. حريته وظبي في محميه شكراً لكل شاعراتنا الخليجيات على ذلك النفس الحر والمدارس المتعددة اللاتي شققن طريقهن باقتدار ووضعن بصمتهن الخاصة فيه.