من مظاهر العولمة الصحراوية\"ناقة\" حسناء \"شمحوطة\" فاتنة بكل تقاسيمها لذكور البعارين المتيمة والتي تهيم بجمالها ودلالها توجت للتو لتكون ملكة لجمال النوق \"البعيرات\" في مسابقة الجمال الصحراوي على أرض أم رقيبة الواقعة في المنطقة الفاصلة بين كثبان رمال صحراء الدهناء وحزوم الصمان حيث التظاهرات القبلية والشعبية والتي لم يشهد لها تاريخ تلك الصحراء القاحلة مثيلا حضورا وإسرافا وتبذيرا وتفاخرا. من العلامات الفارقة في عولمة أم رقيبة والتي يمم شطرها الآلاف من عشاق المزايين البعارينية شاعروجد في تلك المسابقة فرصة ذهبية لإبراز مواهبه \"الشاعورية\"و\"الحلمنتيشة\" الخارقة فراح يقرض غثاء الكلام شعرا يغازل به جمال الناقة وعيونها السود أو العسلية وعنقها الطويل وقدها المياس ومشيتها الساحرة.. وعازف ربابة بشنب مفتول يوقع عليه الصقر يحيي ليالي المهرجان سمرا يغني في النوق المزايين شعرا فيجمع بصوته المئات ممن يسكنون أرض المهرجان بخيامهم المتناثرة في الصحراء يرقصون ويتمايلون بعد أن ملئوا بطونهم بمالذ وطاب من لحوم الجمال والخراف والتي نحرت بالآلاف وسالت دماؤها أنهارا. والناقة المتوجة أوالبعرورة على وزن الشحرورة تتصدر القائمة فيبلغ سعرها في البورصة أرقاما فلكية تصل لعشرة ملايين \"وناقتي ياناقتي\" صار سعرها أغلى من سعر البشر ومسكنها أجمل وأكلها ألذ والمحصلة الفكرية ناقتي أحلى وأزين من ناقتك. الناقة والشاعر وعازف الربابة والراقصون والراد حون معهم هم من كسبوا الجولات واكتسحوا الساحات وتركوا لغيرهم الدموع والحسرات والآهات في مجتمع يجذبه الماضي بعاداته وتقاليده ومظاهره القبلية البالية بقوة أكبر ولا يشدهم المستقبل بآفاقه الرحبة إلا ماندر. شخص الآلاف لأرض المهرجان ومن حسن حظي أنني لم أفعل ولو عملتها وذهبت مع تلك الأمواج البشرية لانكسرت رقبتي قبل أن أشاهد الناقة المزيونة ولتهشمت ضلوعي وأصبحت أثرا بعد عين من جراء الركل والرفس واستخدام الركب الحادة والأكواع المدببة وهي الأسلحة الناجعة التي تستخدم في العادة من قبل الجماهير في مثل تلك التظاهرات الحاشدة. أسأل الله أن لاتتوسع الأمور وأن لانرى في المستقبل مهرجانات لمزايين الخرفان والتيوس والغنم والبقر والثيران. د.عبد الرحمن الشلاش Shlash2010@hotmail,com