من باب «خطأ شائع افضل من صواب مجهول» تم استخدام هذه العنوان للأسف. إن عبارة سكيورتي والمعروفة رسميا برجل الامن الصناعي والتي تعطي انطباعا عن موظف خاص ذي دخل متدنٍ وساعات عمل مرهقة وترقيات نادرة وعدم استقرار وظيفي،بل قد تكون السمة الغالبة لرجال الامن الصناعي هي عدم الاستمرار في وظائفه أو وظيفة كما يقال تحصيل حاصل. ينقسم منتسبو هذه الوظيفة بصفة عامة الى فئتن، فئة ذات دخل جيد نسبيا واستقرار وظيفي وترقيات لا بأس بها وفئة أشبه ما تكون بمغلوبة على امرها رواتب متدنية وقلق وظيفي وتجمد،فالفئة الاولى هي التي تعمل بوظائف رسمية في القطاعات الحكومية أو الشبه حكومية وبدرجات وسلم وظيفي واضح ويتسم بالعدالة، اما الفئة المغلوبة على امرها فهي العاملة مع شركات غالبا مجالها توفير الخدمات الامنية فتأخذ الكثير وتعطي (السكيورتي) القليل مقابل خدمات ادارية وتنظيمية وتمويل بسيط. نتيجة لذلك يرى هذا المسكين الزواج والمنزل حلما والسيارة رفاهية غير مقبولة، بالرغم من أن كلا الفئتين تقوم بنفس العمل. في زيارة لدولة شرق اسيوية لاحظت ان غالبية رجال الامن في الفنادق والمولات والبنوك والمحلات وغيرها يرتدون زيا موحدا ذا هيبة وشارات وأرقام وتسليح مناسب (هروات ومسدسات كهربائية وبنادق عند نقل الاموال) تعطي انطباعا بالرسمية حتى ظننت انهم رجال امن حكوميون إلا ان مرافقي اخبرني انهم يتبعون شركات امنية ولكن جميع الاجراءات والتنظيمات موحدة وتصدر للعموم ولا يقلون اهمية عن رجال الامن الحكوميين بل ان دورهم في الاماكن العامة اكبر. واقترح هنا ان تقوم الجهات ذات العلاقة بمثل هذه التنظيمات واستكمالا لدورها الراعي لأبناء بلادنا وخاصة ضمن التوجه الجاد لسعودة الوظائف وأن تكون مناسبة للشباب السعودي ذلك بتأسيس شركة امنية شبة حكومية ذات هدف غير ربحي تضم جميع رجال الامن الصناعي في المملكة يكون الهدف منها بالمقام الاول هو رفع اجورهم بحيث يتم تشغيلهم لدى القطاع الخاص بالأجر الكامل الذي يدفعه للشركات الامنية الذي سيتجاوز غالبا الثمانية والعشرة آلاف ريال(لا بأس من استقطاع جزء بسيط للتكاليف الادارية والتشغيلية) ايضا يتم توحيد زيهم وتسليحهم بطريقة مناسبة ومنحهم صلاحيات تزيد هيبتهم مع التدريب الجيد على بعض المهام الشبيهة بالمهام العسكرية، إضافة إلى رفع قدراتهم في جوانب الحماية والحراسات الأمنية. كما أنه من الفوائد الاضافية لهذه الشركة والتي أرى أنه من الأفضل ان تربط فنيا بوزارة الداخلية انها ستكون عونا للوزارة في خفض مستوى الجريمة خصوصا حالات الحوادث الصغيرة منها، وستستفيد هذه الشركة من الامكانات الكبيرة لوزارة الداخلية كما انها سترتبط معها في تنفيذ استراتيجيات الوزارة الامنية وكذلك كما ان التواجد الكبير لإفراد الامن الصناعي في كل مكان والذين سيكون تدريبهم مقاربا لتدريب رجال الأمن سيكون مفيدا في توحيد التقارير والإحصاءات اليومية،كما ان المهم ايضا انه سيرفع من امكانيات هذا القطاع وذلك بتوجه شباب ذوي امكانات علمية وجسدية للعمل به نظرا لارتفاع مزاياه. اخيرا وهو سيجعل فئة من فئات المجتمع اكثر استقرارا وتشعر بأهميتها والتي هي مهمة اصلا، ولتقوم بدورها بشكل اكثر اقتناعا واحترافا.