بدأ الفراغ الرئاسي في لبنان المستمر منذ 25 مايو الفائت ينعكس زعزعة أمنية بدأت بوادرها يوم الجمعة الماضي بتفجير انتحاري في ضهر البيدر في البقاع وتجددت منتصف ليل أمس الأول في تفجير انتحاري آخر قرب حاجز للجيش اللبناني في منطقة الطيونة عند مشارف الضاحية الجنوبية لبيروت. ولا بد من القول بأن التوقعات الدبلوماسية الغربية صحّت من حيث التحدث عن زعزعة أمنية مقبلة في لبنان في حال طال أمد الفراغ، ولا بدّ من الاعتراف بأن الموسم السياحي في لبنان سيتأثر حتما وخصوصا إذا لم يتمّ ضبط هذا التدهور الأمني المستجد والذي كان قد توقف منذ تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام في فبراير الماضي. وكان الجيش اللبناني قد أعلن عن إقدام أحد الانتحاريين على تفجير نفسه بالقرب من حاجز تابع للجيش في مستديرة الطيونة، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة، وفقدان مفتش من المديرية العامة للأمن العام (تبين أنه قضى في الانفجار) بالإضافة إلى حصول أضرار مادية جسيمة في الممتلكات، وقد فرضت وحدات من الجيش طوقا أمنيّا حول المكان المستهدف. كما حضرت وحدة من الشرطة العسكرية، وعدد من الخبراء المختصين الذين قاموا بالكشف على موقع الانفجار، حيث تبين ان السيارة كانت مفخخة بنحو 25 كلغ من المواد المتفجرة . وأمس قال النائب في تيار المستقبل سمير الجسر بأن "الإرهاب لا يميز بين شخص وآخر بل يطال اللبنانيين كافة"، مذكّراً أن "المطلوب اليوم هو الوقوف إلى جانب المؤسسات الأمنية والعسكرية"، ولفت إلى أن "أحدا من الكتل النيابية لا يملك الأكثرية لتأمين النصاب أو انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأصواته"، معتبرا أنه آن الأوان للتوصّل إلى تسوية في هذا الملف، ومؤكدا "وجود اتصالات جدية"، ورأى أن "الجميع مقتنع بأهمية عدم جرّ لبنان إلى صراعات المنطقة"، محذرا "من امتداد الحريق الإقليمي إلى الداخل". وعن الوضع في شمالي لبنان وخصوصا في طرابلس لفت الجسر إلى أن "القوى السياسية لن تسمح بإعادة التوتر إلى طرابلس تحت أي ذريعة". وكان سفير الولاياتالمتحدة في بيروت ديفيد هيل قد قال في تصريح له بعد اجتماعه مع رئيس الحكومة تمّام سلام أنه يجب "إغلاق الثغرات لكي يُفسَحَ المجال لتعزيز أمن لبنان واستقراره" وأشار إلى أن" التمسك بإعلان بعبدا واعتماد سياسة حقيقية بالنأي بالنفس عن الصراع في سورية هما أمران ضروريان. يجب ألا تُخاضَ معارك المنطقة في لبنان؛ ولكن هذا يعني أنه ينبغي على اللبنانيين عدم الانجرار إلى المعارك التي تخاض من قِبَل الآخرين في أماكن أخرى". أضاف هيل: "التحدي الذي على اللبنانيين وحدهم العمل على حله هو انتخاب رئيس لبناني. فلكي تكون المساعدات الدولية فعالة، يحتاج أصدقاء لبنان إلى شركاء في الحكم يعملون بشكل كامل في الرئاسة والبرلمان والحكومة. إن القرار يعود الى اللبنانيين، ولكن ثمن اللا - قرار سوف يشعر به جميع من لهم مصلحة في استقرار لبنان وأمنه، ونحن نحث على تكثيف الجهود لانتخاب رئيس".