رأى محلل عسكري إسرائيلي بارز ان العملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة المحاصر تقترب، وأن هنالك ثلاثة أسباب تجعل منها أقرب من أي وقت مضى، وهي إطلاق الصواريخ اليومي من القطاع باتجاه (إسرائيل)، والضائقة المالية التي تعيشها "حماس"، بالإضافة إلى الحاجة لترميم ما وصفه قوة الردع الإسرائيلية التي تآكلت منذ العدوان على القطاع في ما أطلق عليه "عمود السحاب" في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2012، ورد المقاومة الفلسطينية عليه ب"حجارة من سجيل". وأوضح رون بن يشاي كبير المحللين العسكريين لصحيفة "يديعوت احرونوت" أن الوضع الحالي يشبه الحالة التي سادت قبيل البدء بعدوان نوفمبر، مع إطلاق صواريخ تقوم به فصائل غزية صغيرة بهدف جر "حماس" و(إسرائيل) إلى مواجهة. وأضاف أنه على رغم عدم علاقة "حماس" بإطلاق الصواريخ، إلا أنها لا تفعل أي جهد لمنع ذلك، مشيراً إلى أن رؤساء المجالس المحلية للمستوطنات اليهودية المحاذية للقطاع، ناشدوا وزير الحرب موشي يعلون حل هذه المشكلة. وتابع بن يشاي أن السبب الثاني لقرب المواجهة في غزة مع إمكانية أن تشمل اجتياحاً برياً، هو اقتراب "حماس" من فقدان بنيتها التحتية في الضفة الغربية بشكل كامل، بالإضافة للضائقة الاقتصادية التي تعانيها في غزة والتي تمنعها من دفع رواتب 44 ألفاً من موظفيها الحكوميين، وكذلك امتناع المصريين عن فتح معبر رفح حتى الآن كما وعدوا، فيما تبدو المصالحة مع السلطة أبعد من أي وقت مضى. والسبب الثالث حسب المحلل العسكري الإسرائيلي المقرب من دوائر الاستخبارات العسكرية هو الحاجة الإسرائيلية لإعادة ترميم "قدرة الردع" التي تآكلت مؤخراً حيث ينقل بن يشاي عن قادة في هيئة الأركان الإسرائيلية قولهم إن "قوة الردع" هذه تآكلت بصورة كبيرة مؤخراً، ولهذه الأسباب يجهز الجيش نفسه للعملية التي ستكون قصيرة ولكنها الأكثر تدميراً. وحسب السيناريو المتوقع بعد هذه المواجهة، سيسعى الوسطاء المصريون إلى الوصول إلى وقف لإطلاق النار والذي عادة ما يكون في صالح "حماس" والسكان في غزة، كما حصل في اتفاقات التهدئة بعد عدواني "الرصاص المصبوب" (2008-2009) و"عمود السحاب" (2012). وقال ان حركة "حماس" باتت أقرب من أي وقت مضى من عملية كهذه توصلها إلى مواجهة كبيرة، حيث سيحاول الجيش تدمير البنية التحتية للصواريخ والوسائل القتالية في غزة في وقت يواصل تدمير بنية "حماس" التحتية في الضفة. الا أن تقديرات استخبارية إسرائيلية وغربية -حسب بن يشاي- تشير إلى وجود ما يبعث على الخوف من الإقدام على هكذا عملية، وهو الخوف من تحرك الشارعين المصري والأردني، حيث من المتوقع أن تعلن مصر والأردن تضامنهما مع غزة، وهذا الأمر سيمس بالتعاون الأمني مع البلدين ومن شأنه أن يمتد لاتجاهات غير مرغوبة لدولة الاحتلال الإسرائيلية.