احتفالاً بمناسبة مرور 50 عاماً على إنشاء مجموعة ال77 والصين في 15 /6 /1964م، عقد في مدينة "سانتا كروز" في دولة بوليفيا متعددة القوميات خلال يومي 14- 15 من شهر يونيو الحالي مؤتمر قمة مجموعة ال77 والصين تحت شعار "من أجل نظام عالمي جديد للعيش الكريم". وافتتح فخامة الرئيس إيفو موراليس رئيس دولة بوليفيا متعددة القوميات المؤتمر بحضور السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، وبمشاركة عدد من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات والوزراء الممثلين ل133 دولة يشكلون أعضاء المجموعة. وقد رأس وفد المملكة المشارك في هذه القمة وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر، حيث نقل في كلمته تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لفخامة الرئيس إيفو موراليس رئيس دولة بوليفيا متعددة القوميات الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للمجموعة، وتهنئته -حفظه الله- لفخامته ولكافة أعضاء المجموعة بهذه الذكرى التي تمثل مناسبةً لاسترجاع المبادئ التي أنشئت من أجلها مجموعة ال77 والصين، وكفاحها في مجال تحقيق المساواة في النظام الاقتصادي والاجتماعي العالمي، والمتطلبات المشروعة للدول النامية، مؤكداً إيمان المملكة القوي بضرورة تضافر الجهود الدولية لتحقيق نقلات نوعية في حياة شعوبنا، ومستعرضاً جهود المملكة الحثيثة في الاضطلاع بدورها الرئيسي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي والعمل التنموي. وبالنسبة لاستقرار الأسواق العالمية وإمدادات الطاقة ذكر الجاسر أن المملكة لم تألُ جهداً في سبيل تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتأمين إمدادات الطاقة، مبرزاً في هذا الصدد دعم المملكة لإنشاء صندوق خاص لأبحاث الطاقة والبيئة والتغير المناخي، واستضافتها لمقر الأمانة العامة ل"منتدى الطاقة الدولي للحوار بين المنتجين والمستهلكين" في الرياض، والتوقيع على ميثاقه في فبراير 2011م. بعد ذلك أوضح الجاسر للحضور دور المملكة التنموي من خلال تقديمها للمساعدات الإنمائية للدول النامية، حيث تجاوزت في ذلك بكثير هدف ال0,7% الذي حددته الأممالمتحدة، واستفادت من هذه المساعدات الكثير من الدول الفقيرة في آسيا وأفريقيا وغيرها، كما أبرز في هذا الصدد مساهمة المملكة الكبيرة في العديد من المؤسسات المالية متعددة الأطراف كالبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والبنك الإسلامي للتنمية وغيرها. ونوَّه كذلك بجهود المملكة الحثيثة في المساعدة للقضاء على الفقر من خلال المنظمات الدولية المتخصصة، حيث وجهت الكثير من الدعم لصندوق مكافحة الفقر، ومبادرة الطاقة من أجل الفقراء التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين خلال مؤتمر جدة للطاقة، وبرنامج الغذاء العالمي. وحول موضوع التغير المناخي أكد الجاسر موقف المملكة الثابت والمتمثل في ضرورة احترام جميع الدول لمبادئ اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية للتغير المناخي، وأهمها مبدأ المسؤولية المشتركة لكن المتباينة، داعياً في هذا الصدد إلى العمل على الوصول إلى اتفاق متوازن يضمن تعزيز مصالح الدول النامية، ويضع إطاراً لمساءلة الدول المتقدمة عن التزاماتها.