يا عين هلّي صافي الدمع هلّيه وإلى قضى صافيه هاتي سريبه يا عين شوفي زرع خلّك وراعيه هذي معاويده وهذي قليبه من أولٍ خلّي أشوفه وأراعيه واليوم جيّتهم علينا صعيبه إن مرّني بالدرب مقدر أحاكيه مصيبةٍ ياويّ والله مصيبه اللي يبينا عيّت النفس تبغيه واللي نبي عيّا البخت لا يجيبه جميعنا يحفظ هذه القصية لنورة الحوشان، رحمها الله، وكثير منّا حلّق في خياله يريد أن يعرف ما كان ردّة فعل طليقها حين وصلته هذه القصيدة بعد أن سارت بها الركبان، وكذا هي القصائد الخالدة التي تحمل بدعاً من الإبداع الحقيقي ، تنتظر ردّاً من جواب ردّة الفعل، وسأطرح هنا أنموذجين من الشعرين الفصيح والنبطي المعاصرين، فبعد انفصال الشاعرين العراقيين نجوى عبدالله ومحمد بدر الدين البدري في غربتهما المملوءة بالعناء في شيكاغو بالولايات المتّحدة الأمريكية، كتبت نجوى عبدالله إحساساً صادقاً: لا أستطيع الهرب منك رغم أني مسافرة .. سآخذ درّاجتي لنراقص المطر ربما يذوب ذلك العشق ربما أنساك وأعود مسافرة .. لكن هل ترغب بقطف زهور المطر معي؟ أمطارنا كثيرة .. واحدة من أمريكا تكفي لتكون لي أيها البعيد .. حتى الشجرة العالية فيها حب .. لكن أن تبتعد ربما لن يهطل المطر .. أحبك من أمريكا! وما لبث أن ردّ عليها محمد بدر الدين البدري بقصيدة تفيض حبّاً: معكِ أكون وحيداً ينتابني قلق انكفاء الكون أطفالي شموع الجنّة لم يولدوا بعد وأسئلتهم تكسر الضياء .. معك أكون وحيداً وشيكاغو مستطيلاتٌ وأرقام وجهاتٌ مفقوءة العين ديفان يضع الزهور على نعش ديفان بينما أمضي فيه بقدمين ملتويتين .. قالت: أحبّك من أمريكا بحيرةً للعشق رسمتها لكن جناحي النورس سقطا فتبخّرت البحيرة .. معكِ أكون وحيدا حطبا لأغنية حزينة وشتاء ريتا الطويل لم يمهلنا طويلاً .. معكِ أكون وحيدا عزلة لغرام جمعته النفايات خارطة تركت المحارب صلاةٌ لم يقبلها الرب في ديفان، شمال شيكاغو حولي ألوان آسيا وأوروبا وأنت قربي .. لكن معكِ أكون وحيداً ..! وفي الشعر النبطي سافر الشاعر فاضل الغشم إلى مملكة الأردن الشقيقة من أجل عمل له هناك، وأطال غيبته على عكس ما توقّعت زوجته حصّة هلال، فكتبت قائلة: يا صاحبي ربّعت في جو عَمّان ما حولك إلا كل طرقا جميله بالديره اللي جوّها بَرْدْ وامزان يِحِيي موات القلب بارد هميله مابين ريفٍ رايف وضول غزلان بين الدوالي والرموش الظليله حولك فَرَاش ٍ هايم وليل خدران واتلى الخبر بك عند شقرا طويله شقرا تمايل كنها مطرق البان بين الهوى والشعر يطرق شليله تزري بشيخ الديِن محمود الايمان وشلون شاعر ما يخونه صهيله بالزود كانه شمري حر وحصان يهوى الطراد ونص ديِنه قبيله جوّك قصيد وجوي صياح ورعان يا قبس قلبي قبس راس الفتيله ودك تجدد سالفة نمر عدوان يا خوف قلبي لا تزور السبيله تحوف وضحا عقب حصه مليحان بالله هَذي يا الخريصي مهيله تقول انا في داخلي مِنْك زعلان كثر الحسوف اليوم يسوى قليله تنسى الدلع والملح ومحصحص الدان وتنسى النجوم الناعسه بالجديله لا يا ولد يا صاحبي يا كحيلان (ريميتك) لا رحت يكثر عويله وكان أن جاء ردّ زوجها فاضل الغشم حيث قال: يامن تذيِّر والهوى هز الاغصان متخيل ٍ عقب البطا شوف زيله الشاهد الله من تهايمْكْ عريان وعيني عن الزين المفرِّع كليله وين الربيع اللي به الورد نشوان؟ فصل الشتا للحين ما اودى صميله بردٍ يخلّي مشعل النار بردان لو هو حليبه فاير بزنجبيله ثلج ٍ مثل قطنٍ تولاه قطَّان شاب الجبل والقاع يدرج مسيله جداي متقرفص واطقطق بالاسنان نسريةٍ ساق السويبع حصيله ليتي بقربك لاتعللت دفيان ليلي يموع وسهرتك تو.. ليله مهو اتثاوب تالي الجمر نعسان ابي المنام ولا بطاريك حيله غديت تطري لي مثل كان ماكان وامسيت كنك حاجةٍ مستحيله لو يجمعون الزين في كل ميزان يرجح غلاك ابو الحمول الثقيله لا صرت يمك كني بوسط بستان الما ووجهك والغروس الظليله اشتاق لك شوق المعاني للاوزان يا اللي هروجك هابلن سلسبيله من كثر شوقي جيت لك بام جنحان وعوّدت اغني (دارنا .. يا جميله) نجوى عبدالله حصّة هلال فاضل الغشم