لو بحثنا في المعاجم العربية عن كلمة اغتيال لوجدنا انها تحمل معاني بشعة، ولكنها تتفق بمعنى واحد وهي تعطيل فما بالك باغتيال الطاقات، ولعلي هنا أحصر مصطلح الطاقات في العنصر البشري المنتج الفعال قد يكون طفلاً لديه مواهب وقدرات كافية تحتاج فقط الى من يكتشفها أو الى شاب فاشل دراسياً ولكنه مهني متخصص، قد يكون - أيضا - مواطنا مغمورا مدفونا بين سجلات الارشيف ولكنه قد يمتلك صفات قيادية وملامح فكرية تجعله افضل ممن يتبوأ المناصب والكراسي الإدارية الوثيرة. قد يطول الحديث عن الطاقات ولكن ما يقتلنا ويرجعنا الى الوراء سنين وسنين هو اغتيالها، لماذا لدينا في مجتمعنا شريحة ليست بالقليلة همها تحطيم المواهب لا تشجيعه، وهدم الإبداع لا تبنيه؟ لماذا نريد تجاه تلك الطاقات بقصد أو بدون قصد أن نكسر ولا نصلح ؟! كم خسرنا من عقول وأفكار وما زلنا نخسر بسبب هذه السلبية طاقات واعدة وهمماً عالية اغتيلت في مهدها! الى متى يظل أصحاب تلك العقول المتحجرة تطمس ملامح الفكر المنتج إلى متى تحكمنا العقلية السلبية وتصرفات شريحة حاقدة على بروز الطاقات، وكأنهم بذلك في محاولة مقصودة همّها أن تخفي كل جهد مثمر وعمل مخلص، إلى متى تحاول شريحة أخرى من مجتمعنا أن تحصر الإبداع في شللية خاصة تسعى إلى ان تتتجاهل وتحارب كل فكر يافع يحاول ان يخدم بفكره مجتمعه ووطنه، لقد اصبحنا تحت سيطرة ما يسمى شلليات ومافيا اغتيال الطاقات، اناشدك يا وطني ... يا اغلى ما املك انك تستحق من أن نحافظ جميعا على دررك الكامنة ... وطاقاتك المبدعة فمنهم تتفجر براكين الإبداع والفكر، فهل ترى يا وطني سنستطيع أن نخمد شلليات تحارب نجاح الطاقات الإبداعية، سنظل ساعين بكل ما نملك في سبيل خدمة الوطن، ودعم كاقاته الواعدة.