عند اقتحام "داعش" للموصل، انتشر مقطع يوتيوب لشابين من السعودية من جيش داعش يعلقان على الغنائم التي حصلوا عليها وتحديداً من مقر حكومي في الموصل، المؤلم أن أحدهما علق على لوحة معلقة بالجدار عبارة عن شعار نادي ريال مدريد الاسباني بقوله "ويسلام مدريدي "..!! التعليقات اتسمت بعلامة استفهام رئيسية غلب عليها مدينة هذين الشابين من خلال لهجتهما، أمر خطير جداً ان نصل لهذه المرحلة من التقسيمات التي يستفيد منها العدو لنا، مما جعلنا نشاهد مسميات لداعش سعودية عبر تحديدهم مثلاً ولاية بريدة او ولاية حائل وهكذا، او تسمية بعض مدارسهم باسماء سعوديات مقبوض عليهن نتيجة لأعمال إرهابية تمس الأمن لا تخفى على الكثيرين. الشابان ليسا من جيل مختلف، هما من المتعلمين ومن المحبين للكرة العالمية وخصوصاً معرفتهما بشعار ريال مدريد، إذن ما هي المشكلة الكبيرة التي جعلتهما وبإرادتهما من ضمن المغررين بهم بجيوش ارهابية تحركها مخابرات سوريا وايران، ونتج عن ذلك حوادث وقصص مؤلمة في مواجهات سعودية / سعودية وتحول الدم السعودي إلى قربان لعمليات مخابراتية قذرة. ما الذي يحدث حالياً؟ ولماذا يتم نشر مقاطع فيديو وبلهجة معينة وتأليب الناس على بعض أهلنا بمدن ومناطق معينة؟ وما هي خطورة مثل هذه اللعبة الإعلامية القذرة في تحميس احيانا بعض شباب هذه المدن تحديداً وانضمامهم كحطب لجيوش ارهابية مقيتة ومتوحشة في حراكها واهدافها السياسية الكريهة. لماذا تأجيج المناطقية في بلادنا؟ بعد ان فشلت الكثير من المحاولات في تأجيج الطائفية بصور وألوان متعددة، كيف يمكن ايقاف مثل هذه اللعبة الاعلامية التي نشاهدها وتتكرر وبصورة مستمرة وتكون التعليقات المدسوسة عليها: أن ابناء هذه المنطقة (س) او المدينة ( ص) متعاطفون وبدرجة كبيرة مع داعش، وحتى يكشف احيانا عن بعض الاسماء التي تدعم هذه الحركة من الداخل السعودي وربطها بأهالي مدن معينة!! الامر خطير في تأجيج مثل هذه الامور، فالشاب عندما علق على شعار ريال مدريد كان على درجة عالية من المعرفة، ليس مجرد شاب أمي او جاهل، او قد يكون قالها لحبه لهذا النادي او للإحساس البرشلوني الذي بداخله، ولم يوقفه التمتع بحب كرة القدم عن المجاهرة بغزو الآخرين وقتلهم بدعوى الجهاد، رغم الهدف والمبدأ الذي تقوم عليه داعش. كشف هوية الجماعات الارهابية مهم جداً، التعامل مع اسلوب التوضيح مهم أكثر، انتم تتعاملون مع شباب خطير في تفكيره، ليس جاهلاً او مجرد كلمة (مغرر بهم) تكون شافعة لهم، نحن الآن مع مرحلة مهمة في البداية والأهم عدم اتاحة الفرصة لمحاولة تأجيج الرأي العام حول مدينة أو اقليم معين وهذا مهم جداً، والمرحلة الاهم كشف ما يحدث من داعش وغيرها من محاولة التأثير على جبهتنا الداخلية بوقود وسلاح هو ابناؤنا للاسف، لابد لنا من توجه إعلامي شفاف لمواجهة هذا الخطر!!