رغم أن خطوات الحكومة تأخذ مسألة الاقتصاد في الاستهلاك المحلي للنفط والغاز بجدية كبيرة خصوصاً في السنوات الأخيرة لأن النفط يشكل النمو الاقتصادي بالمملكة، إلا أن أي تقدم في كفاءة استخدام الطاقة يتطلب تعاونا بين المؤسسات الحكومية المختلفة والقطاع الخاص والمواطنين في التقيد بإجراءات الترشيد وحصد الفوائد. وتتصف المبانى السكنية والتجارية في المملكة بوجود مظاهر للإسراف الشديد في استخدام الطاقة الكهربائية سواء للتكييف أو الإنارة أو المعدات والأجهزة الأخرى، حيث تستهلك المباني 80% من الكهرباء في المملكة، في حين يمثل التكييف 50% من هذا الاستهلاك، ومؤخراً كشفت هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج في أحدث تقاريها، عن أن الاستهلاك في قطاع المباني بالنسبة لفئات المشتركين وكميات استهلاكهم بلغ أكثر من نصف كمية الطاقة المبيعة، حيث توزعت نسب فئات الاستهلاك على مستوى المملكة على القطاع السكني بنسبة 51.2% والتجاري بنسبة 13.6% والحكومي بنسبة 13.4%. الدويش: البيوت الذكية تمثل نموذجاً مبتكراً لترشيد الطاقة اليومية وخدمة السكان وعند النظر إلى المشاريع والمباني السكنية، فإن هذا يعني أن جزءاً من مسؤولية تطبيق السياسات الحكومية الرامية إلى ترشيد الطاقة يقع على عاتق المطورين العقاريين، خاصة وأن شركات التطوير العقاري تنفذ مشاريع سكنية كبيرة في عدد من مناطق المملكة عند مقارنتها بالأفراد. وبعد إطلاق مبادرة وزارة الشؤون البلدية والقروية الرامية إلى ربط منح شهادة البناء للمباني الجديدة السكنية أو التجارية بتطبيق العزل الحراري، شرعت عدد من كبرى شركات التطوير العقاري إلى تعزيز الاستدامة البيئية من خلال استخدام وتطوير المنتجات الصديقة للبيئة وتطبيق أنظمة وتصاميم مبتكرة على عدد من مشاريعها السكنية، بهدف تخفيض هدر الطاقة وزيادة العمر الافتراضي للمباني، خاصة في ظل تزايد الاهتمام والتركيز على المباني الخضراء، وطرح المبادرات الحكومية الرامية إلى ترشيد استهلاك الطاقة. وأجمع مسؤولي شركات تطوير عقاري، على أهمية مثل هذه الإجراءات الحكومية وتأثيرها المباشر على ترشيد استهلاك الطاقة في السعودية، مطالبين بأهمية رقابة المشاريع السكنية الجديدة والتأكد من تطبيقها لمثل هذه الإجراءات من خلال التصاميم المبتكرة واختيار المواد وطريقة الإنشاء، بهدف توفر الراحة الحرارية الطبيعية، وتقليل الطلب على الطاقة، وتعظم مردود أداء المواد المختارة. وهنا يقول ردن بن صعفق الدويش رئيس شركة الحاكمية للتطوير العقاري – كبرى شركات التطوير العقاري في المنطقة الشرقية - إن هناك تطبيقات في التطوير العقاري في قطاع الإسكاني يتجاوز، ترشيد الطاقة إلى مايسمى البيوت الذكية بمفهومها الواسع، ودشنت شركة الحاكمية منذ عدة سنوات برنامج البيوت الذكية هو برنامج تقني يتم فيه تجهيز الوحدة السكنية بأحدث تقنيات البيوت الذكية، من نظام صوتي متكامل إلى أنظمة أمان ونظام مكافحة الحرائق ونظام التحكم بفتح وإغلاق الستائر بالإضافة إلى إمكانية التحكم الكامل بالوحدة السكنية عن طريق الأجهزة الذكية الحديثة، ويضمن ذلك التحكم الآلي في مصابيح الإضاءة، وهي تجربة يعمل بها على نطاق واسع في الدول الأوربية.. وطبقناها في مشاريع اورسيات، والدروازة في الخبر، وكذلك في مشروع "حي مريف" الذي يعتبر من الأحياء الحديثة والمكتملة الخدمات في المنطقة. من جهته قال المهندس حسام الرشودي، الرئيس التنفيذي لشركة مسكن العربية للتطوير العقاري، إن تطبيق أنظمة العزل الحراري للجدران والأسقف والزجاج في الفلل من شأنه أن يعود على الملاك بالعديد من الفوائد سواء بالنسبة للراحة في السكن أو ترشيد استهلاك الطاقة، كما أن من فوائد الترشيد خفض فاتورة الكهرباء والحفاظ على الطاقة من النفاد، ويحقق التوفير للفرد والدولة والمؤسسات، وكذلك يحمل جانباً مهما لجهة حفظ حق الأجيال القادمة في استخدام هذه الطاقة والانتفاع بها وعدم إهدارها دون فائدة، فهي ربما تنفد أو تتكلف الدولة مبالغ طائلة لإقامة مشروعات طاقة جديدة أو بديلة لتلبية احتياجات الأجيال القادمة والامتدادات السكانية المتنامية في مختلف المدن. ردن الدويش م. حسام الرشودي