بدأ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس زيارة إلى العاصمة الجزائرية هي الثانية لمسؤول فرنسي رفيع في غضون أقل من ثلاثة أسابيع بعد تلك التي قام بها نظيره للدفاع جون إيف لودريان. وتنظر الخارجية الفرنسية لزيارة رئيس دبلوماسيتها إلى الجزائر على أنها "مهمة جداً"، وقال بيان الكي دورسي إن فابيوس سيصل إلى الجزئر ومعه وفد من كبار رجال الأعمال الفرنسيين ممن يمثلون كبريات الشركات الاقتصادية الفرنسية على غرار "رونو" و"إيرباص" و"توتال" حيث تريد فرنسا التي تراجع ترتيبها كأول مستثمر في الجزائر لصالح الصين استرجاع مكانتها الاقتصادية والتجارية في مستعمرتها السابقة، وهو ما سيتم مناقشته في الزيارة الحالية لفابيوس التي ستسعى إلى مراجعة ما تم تحقيقه على ضوء اتفاقيات التعاون التي تم التوقيع عليها خلال اللجنة المشتركة الجزائرية الفرنسية، واللقاءات الجزائرية الفرنسية التي تم تنظيمها في ديسمبر 2013. وتتزامن زيارة فابيوس مع ملفين ساخنين يثيرهما الإعلام المحلي يتصلان بالوضع في منطقة الساحل، وملف استغلال الغاز الصخري، فبيان "الكي دورسي" يشير أن الإرهاب في منطقة الساحل، والأزمة في ليبيا ستكون في قلب المحادثات التي تجمع وزير الخارجية الفرنسي مع نظيره الجزائري رمضان العمامرة والوزير الأول عبد المالك سلال وهذا عشية نفي الأخير معلومات تداولتها وسائل إعلام جزائرية تتحدث عن مشاركة قوات خاصة جزائرية إلى جانب قوات فرنسية وأمريكية داخل ليبيا إلى جانب فصائل للجنرال الليبي خليفة حفتر بدعوى القضاء على مقاتلي "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" حيث أكد نهاية الأسبوع الوزير الأول الجزائري خلال ردّه على أسئلة النواب عقب مناقشة خطة عمل حكومته حيث "إن جيش الجزائر لن يشارك في أي عمل عسكري خارج حدود البلاد" ويتهم أطراف أجنبية دون أن يسمها بأنها "تدفع بالجزائر إلى التدخل في الشؤون الخارجية للآخرين" ويضيف: "لا وألف لا لن يكون ذلك أبداً". ويتمثل الملف الساخن الثاني في الضوء الأخضر الذي أعطاه الرئيس بوتفليقة في 21 مايو الماضي للبدء في استغلال الغاز الصخري في الجزائر. وكشف الصحيفة الفرنسية "نوفالأوبزرفاتور" في 23 مايو أن مجموعات فرنسية متخصصة عبرت للجزائر عن استعدادها الشروع في بحوث على مستوى التراب الجزائري تتصل بطرق استغلال غاز الشيست ما اعتبره المراقبون أولى ردّ الجميل الفرنسي للجزائر على مباركة ودعم العهدة الرابعة ويلتقي وزير الخارجية الفرنسي في هذا الصدد بالوزير الجزائري للصناعة والمناجم عبدالسلام بوشارب.