في سابقة هي الأولى من نوعها اقترح رئيس ما يسمى ب"المجلس الاستيطاني" في الضفة الغربية، داني ديان، على الحكومة الإسرائيلية خطة سياسية تستثني إقامة كيان سياسي فلسطيني أو إخلاء مستوطنات، وتدعو في مرحلتها النهائية إلى إزالة الجدار العنصري الذي أقامته دولة الإحتلال الإسرائيلية خلال السنوات الماضية. وذكرت صحيفة "هارتس" أمس ان "خطة ديان" التي جاءت ردا على فشل المفاوضات وتشكيل حكومة الوفاق الفلسطينية "تقوم على خلق واقع مدني جديد في الضفة الغربية، لجعل حياة الفلسطينيين طبيعية وتحسن بشكل كبير وضع حقوق الإنسان في الضفة". وتدعو "خطة ديان" إلى إلغاء آخر علامات الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بطريقة تصعب "تطبيق حل الدولتين". كما تقضي بإزالة القيود على تحركات الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية بشكل تدريجي، حتى لو كان ذلك ب"ثمن أمني معين". وقالت "هآرتس" إنها المرة الأولى التي تبلور فيها شخصية كبيرة ومركزية في قيادة المستوطنين مبادرة سياسية إسرائيلية تقوم على "تحسين حياة الفلسطينيين في الضفة". وحسب الخطة، فإنه وخلال المرحلة الأولى تزال الحواجز والقيود على الحركة في الضفة الغربية، وفي المرحلة الثانية يسمح بدخول الفلسطينيين إلى المستوطنات وإلى داخل الخط الأخضر، وتفتح كل البوابات على جدار الفصل بشكل دائم للسماح بدخول الفلسطينيين إلى إسرائيل. وفي المرحلة الأخيرة يزال جدار الفصل. كما يحصل الفلسطينيون على حرية التحرك خارج البلاد أيضاً، وتقوم إسرائيل بتنظيم ممرات سريعة ومريحة من المدن الفلسطينية إلى مطار اللد وإلى مطار عمان. كما تتضمن الخطة جانباً اقتصادياً يتصل بتطوير الاقتصاد الفلسطيني، بحيث تعطى حرية العمل الكاملة للفلسطينيين للعمل في المرافق الاقتصادية الإسرائيلية، ويستبدل العمال الأجانب بعمال فلسطينيين، كما تشجع إسرائيل اندماج الأكاديميين في شركات ال"هاي تيك" الإسرائيلية وجهاز الصحة. وتزال القيود على التصدير والاإستيراد، وخاصة عبر الموانئ، وتعمل إسرائيل بالتعاون مع "المجتمع الدولي" على إجراء تطوير شامل للبنى التحتية في الضفة الغربية وتطوير مخيمات اللاجئين. وتدعو خطة ديان الى إقامة خمس مناطق صناعية مشتركة في الضفة الغربية، وتقليص اللامساواة المدنية والقضائية"، بحيث يتم اتباع تقاليد قضائية مماثلة للإسرائيليين والفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر. ويقترح ديان إقامة هيئات قضائية مشتركة، إسرائيلية – فلسطينية، تناقش الخلافات المدنية، بما فيها الأراضي، كما يتم دمج الفلسطينيين كأعضاء دائمين في "لجنة التخطيط والبناء" وفي "الإدارة المدنية". وتتضمن الخطة أيضا تعزيز حكم السلطة الفلسطينية، حيث يوصي ديان بتعزيز مؤسسات السلطة، وتوطيد التنسيق المدني، والامتناع عن خطوات مثل تأجيل تحويل أموال الضرائب أو المواجهة السياسية. واشار ديان الى أن الخطة تمثل موقفه الشخصي، ولم يتبناها أحد من قادة المستوطنين.