لاتزال فكرة الشراء في اللحظات الأخيرة، خلال موسم شهر رمضان المبارك، هي السمة الأبرز لدى معظم الأسر السعودية، بالرغم أن المواد الغذائية الخاصة بهذا الشهر تأخذ في الارتفاع تدريجياً كلما زاد الطلب عليها، ناهيك عن الزحام الشديدة التي تشهدها الشوارع والمتاجر مع اقتراب هلال الشهر الفضيل، حيث قدر اقتصاديون أن الأسرة الواحدة كحدٍ أدنى، تستقطع مايزيد عن 60% من دخلها الشهري في شعبان لصالح مائدة شهر رمضان. وعزا الاقتصاديون هذا المعدل في الإنفاق إلى فنون التسويق والدعاية والأسعار المغرية والتي قد تكون (ظاهرياً) حيث شجعت كثيرا من الناس على الشراء فوق احتياجهم الفعلي، فشعار "اشتر واحد والآخر مجاني" هو الشعار الملازم لموسم رمضان في كل الأعوام الماضية وغيرها من الشعارات التي سببت "هوس" الشراء بشكل كبير، وهذه المبالغة لاشك أنها تكون على حساب دخل الأسرة، وتطرح أسئلة منطقية تتكرر كل عام، من المتحكم في خفض ورفع الأسعار؟ ومن سيتابع هذا الرفع هل هو حقيقي أم وهمي لإغراء المستهلك؟ فلا يخفى على الجميع أن تجار المواد الغذائية يعتبرون موسم شهر رمضان من أهم المواسم وأفضلها من حيث العوائد الربحية والتي قد تصل إلى 200%، على الرغم من عروض التخفيضات التي تعج بها تلك المراكز. ويقول عبدالهادي القحطاني إنه يحرص على شراء مستلزمات رمضان من الآن تفادياً للزحام الذي تشهده الأسواق في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، بالإضافة إلى أن قرار الشراء الآن يعطيك مساحة للتفكير واتخاذ القرار الأنسب من حيث تحديد الاحتايجات بدقة ودون تبذير على -حد وصفه- كما أن الشراء المبكر يعطيك وقتاً أفضل للتفرغ للأعمال الأخرى والالتزامات، معتبراً أن قرار الشراء في اللحظات الأخيرة قراراً يتخلله الكثير من العشوائية من خلال تجاربه السابقة، وعن كيفية تقييمه للعروض التي تقدمها شركات المواد الغذائية قبل رمضان بأيام، وأضاف القحطاني: شخصياً لا أعتقد أن الكثير منها حقيقي وعن تجربة مر بها أيضاً، ومستشهداً بأن الأسعار الحالية ستبقى كما هي حتى اليوم الأول من رمضان بل إن بعضها سيشهد ارتفاعاً مبالغاً فيه، مبيناً أن ثقافة التسوق لدينا شبه معدومه فدائماً مانرى التدافع والزحام والإقبال الكبير الذي تشهد الأسواق مع بداية المواسم المختلفة، على الرغم أن هذه السلع متوفرة على مدار العام في جميع الأسواق وهذا بلا شك يدخل من ضمن الأسباب في ارتفاع الأسعار في شهر رمضان بالإضافة إلى قلة الوعي الشرائي وعدم التخطيط المالي المسبق قبل التسوق، وعدم موازنة احتياجات الأسرة والدخل. من جهته قال سعيد اليوسف إنه يحرص على شراء المستلزمات الرمضانية في الأيام الأخيرة من شهر شعبان بسبب العروض المغرية وأيضاً بسبب نزول أصناف جديدة كل عام، ناهيك عن أنه يفضل الأجواء الرمضانية التي تشهدها الأسواق معتبراً أن شراء هذه المستلزمات "لايحلو" إلّا في الأيام القليلة التي تسبق شهر رمضان، ولكنه يتفق إلى حدٍ ماء بأن العروض التي تقدمها الأسواق وتنشط مع اقتراب رمضان تغلب عليها المبالغة وعدم المصداقية، متسائلاً عن قضية مراقبة الأسعار في المواسم، وحمل جزء من المسؤولية على المستهلك باعتبار أن مثل هذه العروض يجب ألّا تنطلي عليه، مبيناً بعض الأسواق وهيا قليلة تلتزم بالمصداقية واحترام الزبائن من خلال المحافظة على الأسعار كما هي دون تغير وعلى المستهلك عدم الاستسلام لمثل تلك العروض التي يمكن تفاديها. العروض التسويقية هي السمة الأبرز لإغراء الزبون زحام تشهده الأسواق التجارية هذه الأيام