شهدت "الهايبرات" والمراكز التجارية خلال اليومين الماضيين ومع اقتراب دخول شهر رمضان المبارك، تزاحماً كبيراً من المتسوّقين في ظاهرةٍ باتت تتكرّر كل عام، يتجه فيها آلاف المتسوّقين في مدن ومحافظات ومراكز وقرى المملكة إلى أسواق المواد الغذائية لتوفير المستلزمات الرمضانية ب "الجملة" ، في أواخر شعبان وقبل أيامٍ قليلةٍ من دخول الشهر المبارك، في محاولةٍ للاستفادة من إعلانات وعروض الأسواق وهرباً من التردّد على الأسواق خلال شهر رمضان. في تقرير "سبق" اليوم، شكاوى من ارتفاع أسعار وعروض ترويجية وهمية.. مواطنون ومقيمون يتحدثون عن سبب الزحام ويتعاطفون مع ذوي الدخل المحدود والرواتب المتدنية نتيجة ما شاهدوه من ارتفاع للأسعار.
"عدسة" مصوّر "سبق" الزميل فايز الزيادي، رصدت مشاهد للزحام داخل الأسواق، وصوراً للعروض الرمضانية وتهافت الأسر عليها، وعربات المقاضي المملوءة بالمواد الغذائية ومستلزمات رمضان والتي خصّص لها أرباب الأسر ميزانيات خاصّة.
وفي جولةٍ سريعةٍ على عددٍ من الأسواق ورصداً لآراء المتسوّقين، أوضح المواطن محمد الزهراني، أنه اعتاد شراء مستلزمات شهر رمضان المبارك دفعة واحدة قبل بداية الشهر استغلالاً لبعض العروض على الجملة، إضافة إلى أن ذلك يأتي تجنباً للتردّد على المحال التجارية خلال شهر رمضان.
وقال المواطن عبد الله العتيبي: إن اتجاهه لتوفير مستلزمات رمضان قبل بداية شهر رمضان يأتي رغبة في الشراء بسعر الجملة من جهة، وللاستفادة من العروض على بعض المنتجات.
وشاركه الحديث المواطن متعب الروقي، مشيراً إلى أن بعض العروض تعد وهمية أو محدودة وتهدف المحال من خلالها جذب المتسوّقين حيث يتبين نفاد الكميات، وهنا يصعب أن يغادر الزبون دون أن يكمل شراء المستلزمات الرمضانية.
وقال المقيم طلال إبراهيم إن العروض التي تطلقها المحال عليها الكثير من الملاحظات، منها ضرورة شراء كمية معينة من المنتج للحصول على العرض فيما تجد محال كبرى تضع العرض على منتجات محدّدة يُفاجأ الزبون بنفادها.
ويقول خالد عبد الله "هناك ارتفاعٌ واضحٌ في الأسعار مقارنةً بالسنوات الماضية، عربة المقاضي التي خرجت بها من أحد "الهايبرات" بلغت قيمة فاتورتها 1400 ريال رغم أنها لم تشمل جميع مستلزمات رمضان، وأنا أسرتي مكونة من 3".
وأضاف قائلاً "بارتفاع الأسعار بهذا الشكل، وما يقابله من رواتب متدنية لشريحةٍ كبيرةٍ من الموظفين، كيف سيؤمِّن ذوو الدخل المحدود وأصحاب الأسر الكبيرة مستلزمات رمضان، لا بد أن يُنظر لحالهم، وهنا يبرز دور الصدقة حيث يجب أن يَنظر الغني لحال الفقير".
ووجّه مواطنٌ آخر نداءً لرجال الأعمال والأغنياء للنظر في حال الفقراء خلال شهر رمضان المبارك؛ كون كثيرين منهم لا يستطيعون توفير المستلزمات الرمضانية ويتعففون عن السؤال أو زيارة مقار إفطار الصائمين.
المواطن أحمد الشريف أشار إلى أن أرباب الأسر يعانون خلال هذه الأشهر من كثرة المصروفات، أولها موسم الصيف، ثم مستلزمات رمضان، تليها مستلزمات العيد وبعدها مستلزمات الدراسة، مبيناً أنه اضطر إلى تخصيص ميزانية معينة لكل شهر من الأشهر الثلاثة فيما يلجأ الكثيرون من ذوي الدخل المحدود إلى الاستدانة أو الاقتراض لتأمين هذه المستلزمات.
وطالب عددٌ من المتسوّقين من الجهات الرقابية، بتكثيف جولاتها هذه الأيام على الأسواق لحماية المستهلكين من العروض الوهمية أو المنتجات غير الصالحة، خاصة أن ضعاف النفوس يستغلون هذه الأيام لتصريف البضائع المغشوشة، مناشدين الجهات المعنية اتخاذ العقوبات الرادعة والتشهير بالمحال المخالفة لتوعية المواطنين والمقيمين وردع المتلاعبين.