الإعلام بمختلف أشكاله المرئية والسمعية والمكتوبة رسالته أخلاقية في المقام الأول، قبل أي رسالة إخبارية أو حوارية فهو بانتشاره يقود الرأي العام عند غالبية الناس، ويعتبر مصدرهم الأول في تلقي المعلومات والتوجهات. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب، إن رسالة البعض من الإعلاميين حالياً بدأت تتركز كيف ترضي رئيسا أو جمهور أحد الأندية لتتكسب منه ولو كان بالكذب وتزييف الحقائق من دون تأدية رسالة الإعلام الحقيقية، وهؤلاء إعلام يرتكز على المكاسب والمصالح الشخصية بغض النظر عن واجباته. المنبر الذي يصل فيه صوتك لناس وإن اختلفت أنواعه يبقى "أمانة" على عاتقك، حال البرامج الرياضية لا يسر المتابع، فالبعض منهم أصبحوا مجرد أداة (تلميع) لبعض المسؤولين. من يمارسون التلميع في البرامج الرياضية وصل بهم الأمر إلى أطلاق ألفاظ بذيئة على الملا من دون اكتراث أو احترام للمتابع الذي لم يعد يطيق سماع المناوشات والتجاوزات التافهة في برامجنا وقنواتنا، وهذه المستويات الهابطة من الحديث تؤيدها بعض القنوات لكونه يجلب المتابعين تحت غطاء "الإثارة". التجاوزات من مقدمي البرامج الرياضية وصلت إلى مرحلة نشر التعصب بل أعظم من ذلك، حواراتهم وأحاديثهم تكاد لا تخلو من "العنصرية"، وهنا ندرك خطورة ما وصلوا إليه فهذه البرامج تملك حرية ومساحة كبيرة لإبداء الآراء لكنها استغلت أسوأ استغلال، فمن تجاوز هذه الخطوط الحمراء التي ينهى عنها الدين الإسلامي قادر على تشكيل خطر كبير ليوصل العنصرية إلى رياضتنا. وهذا الفكر المنحط يتواصل في إعلامنا، وناشرو التعصب لايزالون يبثون سمومهم عبر مختلف المنابر التي يتواجدون فيها، فهم شكلوا صورة سيئة للإعلام ويستضافون للبرامج بطرح ممتلئ بالأفكار الهابطة التي تصنع الإثارة المصطنعة، ومساحيق التجميل حكاية أخرى مع من يتفننون بالظهور ويهتمون بمظهرهم الخارجي ويتناسون مخزونهم الداخلي الذي يفترض أن يكون ممتلئا بما يفيد لكنه أصبح ممتلئا بالتعصب والعنصرية. الإعلامي المهني "ضعيف" وليس له سند خلفه، عكس ما هو حاصل مع الذين يبثون السم عبر منابرهم فيجدون الدعم الكبير خلفهم لكون بذاءتهم وتعديهم على أطراف معينة تحقق لهم مصالح شخصية. الوسيلة الإعلامية التي لا تحترم مشاهديها بوضع مصالحها الشخصية قبل أي شيء هي بذلك خائنة لقيمة الرسالة الإعلامية فقد خسرت المهنية والحيادية الإعلامية. بعض ممن يعمل في سلك الإعلام أصبح خطراً محدقاً على الرياضة لكونه يقود الجماهير بأفكاره المنحطة وللأسف مازالت الجهات الرقابية تنتقي عقوباتها على الإعلاميين وبعض الوسائل من دون أن تلتفت لمثل هؤلاء.