في الوقت الذي أعلنت 35 شركة عائلية الأسبوع الحالي رغبتها دخول سوق الأسهم المحلي وطرح أسهمها للاكتتاب أكد مختصون اقتصاديون على أن الاستثمار طويل الأجل يحقق عوائد جيدة للمستثمرين خاصة في ظل التراجعات المستمرة للأسواق العالمية بسبب الأزمات المالية والسياسية. وأشاروا في حديثهم ل"الرياض" إلى أهمية قيام هيئة سوق المال بتوعية المضاربين والمستثمرين بالمحافظة على استقرار السوق واتباع سياسة الاستثمار وليست سياسة المضاربة العشوائية. وقال الدكتور سالم باعجاجة أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف أن أسواق الأسهم تعتبر أكبر الأسواق المالية وأهمها وأكثرها جذباً للاستثمار في معظم دول العالم، كما أنها تعتبر أكثر الأسواق نمواً في العالم، مضيفا أن السبب يعود في ذلك إلى أن التمويل في أسواق الأسهم يعتبر الأقل تكلفة بين الأسواق المالية الأخرى، كما أن التمويل من خلال هذه الأسواق يعتبر طويل الأمد. وقال إنه نظراً لأهمية أسواق الأسهم لأي اقتصاد سارعت كثير من الدول إلى رفع كفاءة وفاعلية أسواق أسهمها من خلال تطوير البنية التشريعية (أنظمة، لوائح، آلية تنفيذ، رقابة) وتوفير البيانات والمعلومات بدرجة عالية من الشفافية كي يستطيع المتعاملون في السوق صنع قرارات استثمارية رشيدة. ولفت إلى أن أسواق الأسهم ذات الكفاءة العالية هي الأسواق التي تنعكس من خلالها المعلومات والبيانات وكافة القرارات الإدارية المتعلقة بالإقتصاد على أسعار أسهم الشركات المدرجة في السوق، مشيرا إلى أن النتائج المالية التي أعلنتها الشركات السعودية المساهمة لعام 2013م أظهرت أرباحاً جيدة حيث نمت تلك الأرباح مقارنة بالعام المالي السابق. وفي ظل هذة المعطيات الإيجابية قال باعجاجة "معنى ذلك أن شركاتنا المساهمة تحقق نمواً سريعاً في أرباحها وهي بذلك جاذبة للإستثمار المحلي والأجنبي على حد سواء، مقابل ذلك يواجه سوق المال المحلي تحديات مثل الأحداث والتوترات السياسية والقلق النفسي الذي له دور كبير في انخفاض السوق". وتابع "كما لا ننسى دور المضاربين الذين يتصيدون الفرص المواتية لهذه الأحداث ويقومون بالبيع المكثف لأسهم شركات قيادية تحقق نمواً وارتفاعا لأرباحها، إلا مع بداية عام 2014م انطلق السوق من مستويات 8000 نقطة وصولاً لمستويات 9600 نقطة وارتفعت السيولة النقدية إلى مستويات 11 مليار ريال". ويرى باعجاجة أن السوق السعودي لدية الكثير من الجوانب الإيجابية للمستثمرين بدأ من الاستقرار الذي تنعم به المملكة والأمان، إضافة إلى قوة الاقتصاد السعودي، مطالبا هيئة سوق المال بتوعية المضاربين والمستثمرين بالمحافظة على استقرار السوق وإتباع سياسة الاستثمار وليست سياسة المضاربة العشوائية. وأكد أن الاستثمار طويل الأجل يحقق عوائد جيدة للمستثمرين خاصة في ظل التراجعات المستمرة للأسواق العالمية بسبب الأزمات المالية والسياسة، منوها باهمية قيام هيئة سوق المال بفتح المجال للمستثمرين الأجانب من الخارج مباشرة بدون الدخول في اتفاقات المبادلة. من جهتة قال المحلل الاقتصادي نايف العيد أن تحقيق الشركات المدرجة بالسوق السعودية أرباحا صافية بلغت 102.39 مليار ريال في العام 2013 مقابل 95.96 مليار ريال بالعام 2012، وبنسبة ارتفاع بلغت 6.71% يعطي دلالة على النمو الجيد لأرباح الشركات المحلية خلال الأعوام الأخيرة مستفيدة من النمو الاقتصادي في المملكة وتحسن أسعار النفط. ولفت إلى أن إعلان تداول الأسبوع الحالي عن نية دخول 35 شركة عائلية لسوق الأسهم مؤشر إيجابي نظرا لأهمية هذة الشركات التي لدى غالبيتها سمعة تجارية جيدة ستساهم في جذب الشركات بمختلف القطاعات الأخرى على اتخاذ نفس الخطوة وبخاصة مع التنظيمات الأخيرة لهيئة سوق المال.