الحماقة سوء التصرف بشكل غالب، وضع الأشياء في غير موضعها، فهي عكس الحكمة لا عكس الحلم، فالحليم قد يكون أحمق، والحائز على أعلى الشهادات قد يكون أحمق، وكذلك المسن.. فالحماقة لا عمر لها ولا مؤهل.. هي ضد العقل.. فسوء التصرف بشكل غالب يدل على ضعف العقل، تكرار التجربة مع انتظار نتيجة مختلفة غباء ينم عن حماقة، الغباء المعيشي ملازم للحماقة.. قد يكون الأحمق متفوقاً في التعليم لكنه لا يحسن تدبير أموره المعيشية والاجتماعية، كأمثلة من يريد حليباً من تيس، أو يسلك طريق الشرقية وهو يريد جدة، أو يضع الحصان خلف العربة، أو يضع كامل رأس ماله في استثمار يجهله تماماً، تلك أمثلة صارخة على الحماقة، وفي الأمور المعنوية والتصرفات المختلفة لا يبدو سلوك الأحمق بهذا الوضوح، ولكن الأمثلة للتوضيح.. * هل الحماقة وراثة؟! أرجح أن للوراثة نصيباً في وجود الحماقة، ولكن التربية لها نصيب الأسد.. تربية العقل التي نفتقدها في كثير من مناهجنا حتى في التعليم الجامعي، ونفقدها عند كثير من الآباء، فتربية العقل من أهم الأمور، وهي تمر عبر الممارسة ونقل التجارب والربط بين الأسباب والنتائج في الواقع المعاش وليس في العلوم النظرية.. * والحماقة أخطر مما يتصور كثيرون، لأنها لا تضر صاحبها وحده، بل قد تضر مجتمعه وأمته وتشوه صورة دينه السمح لدى من يجهلونه، فمن عباءة الحماقة يخرج الإرهابيون والمتنطعون والغالون في الدين ومفسدو عقول النشء والشباب بدعواتهم الحماسية للغلو والتنطع والحقد على المجتمع، فالمدرس ومن يزعم أنه داعية أو واعظ إذا كان أحمق وذا غلو وتنطع ينساق خلفه عدد من الحمقى فتكون العواقب وخيمة.