أشعر بغصة تغتال شعوري والأحزان تحيطني وأظل واجماً منكسراً مندهشاً مقيداً بقيد من الأنات عندما أرى رجلاً فاغراً فمه كالتمساح وكالأسد الثائر في وجه من يختلف معه أو يتعرض له وعلى أتفه الأمور بركاناً يثور وينفث الحمم اللسانية في وجه ضحاياه وهو في ذلك لا يفرق بين صغير أو كبير. وهذا الغضوب قد امتطى صهوة الحمق ونسي أن الحلم سيد الأخلاق. رأيت بأم عيني أحداثاً دامية بسبب الغضب وصدق رسولنا وموجهنا محمد- صلى الله عليه وسلم- عندما حذرنا من الغضب وكرر تحذيره ثلاث مرات ولكن هنالك قلوب لا تفهم الدرس. فكر تائه يميز الغضوب وعلى الشوك تكون خطاه قد تسلق التشاؤم وكل عسير من الدروب قد كوى من يقابله بناره المستعرة ولسانه اللجج، ونعيقه العالي، تغطيه غيمة سوداء تكاد لا تفارقه تصب عذاباً على رؤوس ضحاياه. في حين أن الجميع يتمنى أن تزيح هذه الغيمة السوداء حتى يستريح الجميع ولو دون حراك!! عندما غضب أخونا ثارت رياح الشقاء مزمجرة مدمرة مثيرة لغبار الأسى. ماذا ينقص الغضبان؟! الجواب: سموالأخلاق وبالتالي ينقصه:الحب، الحوار العقلاني، التعقل، المحبة، الرحمة، الحياء، التواضع، الطيبة، التضحية، عدم الاعتداد بالنفس، البر، قوة الإيمان، ضبط النفس، وأخيراً الحلم فالحلم حقاً سيد الأخلاق. فأين نحن من الحلم؟! فما جزاء من كظم غيظه وعفى وأصلح إنه عظيم عند الله. وقديماً قيل احذر الحليم إذا غضب فهل يغضب الحليم؟! لا أظن ذلك. إلا إذا انتهكت المحرمات. يتيه الفكر في البحث عن أسباب العصبية ولعل من أسبابها أيضاً:عدم القدرة على التواصل في الكلام، وضعف الحوار المنطقي، ووهن الحجة، والجهل، والعناد، والأنا. تلك في نظري عوامل مساعدة على الغضب. كما أن قلة ذكر الله وقلة الصلاة على نبيه تساعد في الغضب. النتيجة أمراض عصبية ونفسية وانحراف سلوكي وأمراض لا سمح الله فلنحذر. وأعزي كل واحد سمته الغضب وعليه الصبر والحكمة وعدم العجلة وحفظ اللسان والكلام الطيب الذي يغلب على الحق البين. ماذا دهاك أيها الغضبان؟! قيل عنك إنسان، فالغضب الثائر للأسد، والثيران. فديدنهم العدوان، قد فقدت الحب والحنان، وجننت أيما جنان فلن يتكيف الغضبان مع الناس حتى الأهل والخلان الكل قابله بالنكران ولن يجد من يؤازره إذا قسى الزمان وسيظل ندمانا.. أقول قولي هذا وأسأل الله أن تهدأ العاصفة.