اعتدت قوات الاحتلال بوحشية على المرابطين المدافعين عن المسجد الاقصى بعد منعهم من الوصول اليه، في وقت سمحت لعشرات المستوطنين باقتحامه والتجول في باحاته بعد افراغها من المصلين أمس. في غضون ذلك، شهد محيط العديد من مستعمرات الضفة الغربية احتفالات صاخبة وتجمعات كبيرة للمستوطنين المحتفلين بالذكرى السادسة والستين لقيام الكيان الإسرائيلي على انقاض الشعب الفلسطيني وأرضه، او ما يسمونه "يوم الاستقلال". وذكرت مصادر الاوقاف الاسلامية ومؤسسة الاقصى للوقف والتراث المصلين ان قوات الاحتلال هاجمت طلاب مصاطب العلم والمواطنين الذين اعتصموا ورابطوا عند بوابات المسجد الأقصى، خاصة عند باب حطة، بعد أن منعتهم من دخوله، حيث انهالت عليهم بالضرب بالهراوات واطلقت قنابل الصوت والغاز، والاعيرة المعدنية ما اوقع عشر اصابات على الاقل في صفوفهم، ثلاثة منهم نقلوا الى المشفى. في تلك الاثناء، اقتحم نحو ستين مستوطنا المسجد الاقصى عبر باب المغاربة، وتجولوا في باحاته تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال، فيما قامت مجموعات اخرى باعمال عربدة واستفزاز داخل اسوار البلدة القديمة وفي محيط المسجد الاقصى. وأشارت المصادر الى اعتقال ثلاثة من المرابطين عند باب حطة وهم: الشيخ محمد عايش امام مسجد البحر في مدينة يافا العربية، وطالب مصاطب العلم صالح السويطي من بلدة الجديدة في الجليل، إضافة إلى حارس الأقصى المبعد عنه حسام سدر. وكانت الفعاليات الوطنية والاسلامية في القدس واراضي 48، دعت الى الاعتكاف في المسجد الاقصى وذلك عقب دعوات منظمات الهيكل المزعوم لاقتحام المسجد الاقصى واقامة طقوس تلمودية ورفع اعلام اسرائيل داخله اليوم الثلاثاء لمناسبة ذكرى قيام دولة اسرائيل او ما يسمى "يوم الاستقلال". في غضون ذلك، ناشد وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش جميع المسلمين والعرب التوجه إلى المسجد الأقصى لممارسة الحقوق الدينية ودعم صمود ونضال القدس في ظل المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في المدينة المقدسة. ونوّه الهباش في تصريحات أمس بالفتوى التي صدرت بعد مؤتمر "الطريق إلى القدس" والتي تؤكد صحة الموقف الفلسطيني الثابت لشد الرحال إلى القدس لحماية المقدسات وسكانها من اعتداءات المستوطنين، إضافة إلى إبقاء قضية القدس هي الأساس ليس فقط على صعيد الشعارات وإنما على مستوى العمل على الأرض.