استباح نحو مائتين من المتطرفين اليهود المسجد الاقصى المبارك، خلال ساعات صباح أمس تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال التي حولت القدس الى ثكنة عسكرية وفرضت قيودا مشددة على المواطنين الفلسطينيين وقيدت حرية الوصول الى المسجد الاقصى. وذكرت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث ان المستوطنين والمتطرفين اليهود اقتحموا المسجد الاقصى على شكل مجموعات يتراوح عددها ما بين 25-40 مستوطنا، حيث تجولوا واقاموا شعائر وطقوسا تلمودية في باحاته لا سيما عند الجهة الشرقية- منطقة باب الرحمة. وأشارت المؤسسة الى ان تدنيس المسجد الاقصى، وصل ذروته عندما قامت مجموعة من 20 مستوطنا بالوقوف عند باب السلسلة من الداخل ووجوهم نحو قبة الصخرة ثم أدوا على وجه السرعة شعائر "الانبطاح المقدس" ترافقت مع نداءات عالية، ما دفع حراس المسجد الاقصى للتصدي لهم واجبارهم على الخروج وسط حالة من الغضب والتوتر في صفوف المرابطين في المسجد. في غضون ذلك، اقدمت قوات الاحتلال على اعتقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، بعد دهم منزله في منطقة في جبل المكبر جنوبالقدس ورفضت طلبه الذهاب بمفرده الى مركز تحقيق وشرطة "المسكوبية" غرب القدسالمحتلة. وقد دان الرئيس محمود عباس ورئيس حكومة تسيير الاعمال في رام الله ، اعتقال مفتي القدس، وطالبا الحكومة الإسرائيلية بإطلاق سراحه فورا. واعتبرا أن اعتقاله يشكل تماديا خطيرا وتحديا صارخا للقانون الدولي ولحرية العبادة. كما اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة، بعد توقيفه قرب باب الأسباط، فيما اعتقت 12 مواطنا اخرين خلال عمليات دهم في غير مكان من الضفة الغربية. وكانت سلطات الاحتلال حول القدس الى ثكنة عسكرية لا سيما البلدة القديمة ومحيط المسجد الاقصى لتوفير الحماية لآلاف الاسرائيليين الذين قصدوا المدينة في اطار احتفالاتهم باستكمال احتلال القدس بعد سقوط شطرها الشرقي بايديهم في عدوان 1967، او ما يسميه المعتدون الاسرائيليون "توحيد المدينة". وقيدت قوات الاحتلال دخول المصلين المقدسيين وطلاب وطالبات مصاطب العلم، ما حال تمكن عدد كبير من الوصول الى المسجد لليوم الثاني على التوالي، في وقت سمحت لمئات السياح الاجانب والمتطرفين اليهود باقتحام وتدنيس الاقصى. وقد اندلعت اشتباكات بالأيدي بين عناصر الاحتلال والمواطنين الممنوعين من دخول الأقصى عند أبواب المسجد، لا سيما المجلس والسلسلة والقطانين.