يتبقى 20 يوما فقط حتى انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في 25 مايو الحالي، ومن المتوقع أن تمرّ جلسة الانتخاب الثالثة غدا من دون توفر النصاب القانوني (86 نائبا). ويبدو بأن محاولات إنعاش الحوار الداخلي التي يقوم بها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في آخر عهده قد باءت بدورها بالفشل، وأمس كانت جلسة الحوار الأخيرة في هذا العهد وهي بقيت منقوصة مع رفض "حزب الله" و"القوات اللبنانية" المشاركة فيها. وأمس استقبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان سفير المملكة العربية السعودية في بيروت علي عسيري، وتناول معه مجمل الأوضاع في المنطقة، وقد بقيت عودة السفير عسيري تثير ردود فعل لبنانية متفائلة بالمرحلة المقبلة وبإمكانية تشجيعها على عودة السياح السعوديين والخليجيين الى الربوع اللبنانية. ولفت أمس أيضا تصريح للنائب وليد جنبلاط أشاد فيه بسليمان قائلا: "الرئيس ميشال سليمان نجح في أعصابه الباردة وفي وطنيته ولبنانيته في اجتياز ادق المراحل ومواجهة التشنجات والتأكيد أنه لا مفر من الحوار. سينصف التاريخ هذا الرجل الذي لم يكن متحيزا لأي فريق. ونعلم أن الظروف الاقليمية والدولية لا تساعد في تحقيق اعلان بعبدا، ولكن سيبقى نقطة بيضاء مسجلة في تاريخ عهده وأردت قول هذه الكلمات من أجل انصاف هذا الرجل الذي رفض اي مشروع تمديد". وأضاف: "اريد انصاف هذا الرجل الذي رفض التمديد ويلتقي مع رئيس كبير من رؤساء لبنان هو فؤاد شهاب". من جهة ثانية، لا يزال التشاور اللبناني الداخلي يراوح مكانه في شأن اسم الرئيس العتيد، وعلمت "الرياض" من أوساط سياسية واسعة الإطلاع بأنّ "اسمي رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع ورئيس تكتّل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ليسا من الأسماء المتقدّمة" أما السبب فيعود الى أنّ "جعجع لا يحظى بإجماع وطني شامل، أما العماد ميشال عون فإنّه قد ذهب بعيدا في علاقته المتمادية مع "حزب الله". وفي إطار متّصل بدأت تظهر الى ساحة التداول الرئاسي الجدي اسماء معينة منها اسمي وزير الإتصالات بطرس حرب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لكن الأوساط السياسية قالت ل"الرياض" بأنّ "لا اسم محسوما لغاية اليوم، والانتظار هو للتوافق المسيحي المسيحي على اسم محدّد أما الشرط الرئيسي للرئيس اللبناني العتيد فهو قدرته على تمرير لبنان في المرحلة الصعبة التي تعيشها المنطقة على وقع الأزمة السورية". واشادت هذه الأوساط "بالقدرة الهائلة التي اتصف بها الرئيس ميشال سليمان في هذا الشأن، وهو تمكّن بحكمته وهدوئه ومواقفه الحازمة من منع انتقال الحرب السورية الى الأراضي اللبنانية، متسلّحا بالموقف الشجاع". وهل خيار التمديد لسليمان لا يزال مطروحا؟ تقول هذه الأوساط:" لعلّ من الأسلم للبنان أن يبقى على النّسق السياسي المعتاد في الفترة القادمة، لكنّ التمديد لسليمان دونه معارضة "حزب الله" والعماد ميشال عون وهما يملكان كتلة نيابية وازنة تصعّب خيار التمديد الذي يحتاج ايضا الى تعديل دستوري".