ثلاث مناسبات وطنية كبيرة مرت بها بلادنا خلال أسبوع واحد، استطاعت المملكة من خلالها أن توجه رسائل عديدة بالغة الأهمية، محلياً وخارجياً، المناسبة الأولى كانت ذكرى مرور تسع سنوات على البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله . والثانية تمرين "سيف عبدالله" الذي أبهر الجميع، بما تمتلكه قواتنا المسلحة من معدات وتجهيزات عسكرية بالغة الحداثة والتطور والفاعلية، وبما يمتلكه الجندي السعودي من مهارات وتدريب عال، وولاء وتضحية، وما كشفه التمرين من تكامل وتعاضد وتناغم بين مختلف القطاعات العسكرية المشاركة في التمرين، وهذا أمرٌ بعث رسالة بالغة الأهمية لمواطني هذا البلد الذين هم محط اهتمام القيادة، وهي أن بلادنا تمتلك قدرات عسكرية قادرة بإذن الله على أن تكون سداً منيعاً لحماية الوطن وأبنائه ومقدراته. وهذا ما أثار الارتياح لدى المواطنين، والاعتزاز بقيادتهم وقواتهم المسلحة. المناسبة الوطنية الثالثة، مناسبة شباب الوطن الذين يراهن عليهم عبدالله بن عبدالعزيز، وهي افتتاح جوهرة الملاعب، مدينة الملك عبدالله الرياضية، ورعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لهذه المناسبة، رغم طول برنامجها، نابعٌ مما يحمله أيده الله من حب وتقدير لأبناء الوطن، خاصة الشباب منهم، عبّر عنه بكلماته العفوية الصادرة من القلب. وتقدير الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأبناء الوطن، ورهانه عليهم لا يقتصر على ما يفتتح من منشآت، ولا ما يتاح لهم من فرص تعليم في الداخل والخارج، بل يمتد الى رؤية حكيمة متبوعة بقرار حازم وشجاع بالدفع بشباب الوطن المتميزين إلى مواقع المسؤولية، فالوطن كما يحتاج إلى خبرة من تمرسوا في العمل سنين طويلة، فهو بحاجة إلى الشباب القادرين، تأهيلا ورؤية وقدرة، لتحمل المسؤولية. في ظل هذه المناسبات الوطنية الثلاث جاء الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير دولة وعضواً في مجلس الوزراء إضافة إلى عمله، رئيس ديوان سمو ولي العهد والمستشار الخاص لسموه. وهذا التعيين ينطلق من حرص خادم الحرمين الشريفين على إعطاء الشباب دوراً أكبر في الدولة، واستشعاراً من القيادة الحكيمة بأن لدى سموه من المؤهلات والقدرات والانضباط ما يتيح له أن يكون عضواً فاعلا في مجلس الوزراء، خاصة وهو يختزن خبرات لها علاقة بعمل المجلس، فهو ليس غريباً عنه، فقد كان أول عمل رسمي له عقب تخرجه من قسم القانون، في هيئة الخبراء التي أمضى فيها سنوات عديدة. واستطاع الأمير محمد بن سلمان خلال عمله مستشاراً في الهيئة أن يحظى بتقدير كل من عمل معه. وقد وصف الدكتور عصام بن سعد بن سعيد رئيس هيئة الخبراء سمو الأمير محمد بن سلمان بأنه "يتميز بالنبل، وسمو الخلق، وسرعة البديهة، وامتلاك روح الحوار وسمات الشخصية القيادية" كما وصفه بأنه "على درجة عالية من الانضباط في أداء ما يوكل إليه، والحرص البالغ على العمل، والتزامه بمواعيد الاجتماعات التي يشارك فيها، والحضور المبكر" . والأمير محمد بن سلمان رجل يُقدر المسؤولية ويراها تكليفاً يستوجب مضاعفة الجهد، وهو يؤمن بالتخصص والمشاورة والإتقان في العمل، ويعتمد على التقنية بشكل كبير، كما يستعين بالخبرات المتخصصة في مجالات العمل المختلفة، وهذا ما برز بشكل واضح من خلال ما حققه من نقلة كبيرة في ديوان ولي العهد. وهذه الصفات هي ما أهل سمو الأمير محمد بن سلمان للنجاح في كل مهمة تولاها سواء على المستوى الرسمي، أو على مستوى النشاطات الخيرية والمبادرات الاجتماعية، التي تشغل حيزاً كبيراً من اهتمامه، وهي نشاطات لا يتجه إليها إلا من جُبل على حب العطاء والبذل. وقد كان لملازمة الأمير محمد بن سلمان لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي عُرف عنه الالتزام العملي وقربه من الناس ورعاية المشروعات الخيرية، دورٌ كبير في طبع شخصيته بصفات إيجابية عديدة، كان لها دورٌ كبير فيما حققه من نجاح. نظرة الثقة في عيني الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يدفع بواحد من شباب الوطن الى موقع المسؤولية لا تغيب عن العين، وكلماته التي قالها حفظه الله عقب أداء الأمير محمد بن سلمان القسم "الله يوفقك لخدمة دينك ووطنك وأمتك العربية والإسلامية، وإن شاء الله إنك موفق" دليل على مدى الثقة التي يضعها حفظه الله في شباب الوطن.