حرص العرب منذ القدم على بلاغة الجملة سواء في حديثهم او في الشعر واعتبرت مقياسا للفصاحة وإضافة لكمال شخصية الرجل العربي وتمثل بلاغة وجودة الجملة اللفظية عاملًا مهماً في إيصال رسالة المتحدث إلى المتلقي وتختلف الجملة أو التعبير اللفظي من موقف لآخر وحسب ما يتطلبه الموقف فالبعض يجيد صياغة جملة الحجة التي لها القدرة على ما يعرف لديهم باسم الفلج أو كما يقال الإيقاع بالطرف الآخر وهذا الأسلوب مستخدم في الخصومات بين الأطراف المختلفة . وهناك من يجيد الجملة الوجدانية التي لها القدرة على التأثير وأسر القلوب ولصاحب هذا الأسلوب احساس مرهف ورصيد من مفردات عذب الكلام لذا أصبح من يمتلك هذه القدرة له تميز عن الغير ويمتلك صفة جمالية تضاف إلى بقية جماله لذا لم يهمل الشعراء وصف هذا الجانب الجمالي خصوصا في المرأة عندما تتقن التخاطب الوجداني الذي يمتشق خلجات الروح لتظهر معلنة استسلامها أمام هذا الجمال اللفظي والذي لا يقل أهمية عن الجمال الظاهري يقول الشاعر بندر بن سرور: جوابه لبن عرب بعد ما اطرحن بهال تدلن على حليت مع درب وسمية وفي هذا المجال يحرص كلا الطرفين على الانتقاء الجيد والوصف المقارب للحقيقة في وصف الحال وجماليات الطرف الآخر بأسلوب بلاغي كونه موجهاً للمحبوب ويصل أحيانا إلى حد الخيال أو ما يعرف بالهيام بالجملة اللفظية المنتقاة من بين درر عذب الكلام وهذا الأسلوب في الحديث الشاعري ليس غريبا على العرب منذ القدم فهم أصحاب كلمة ولغة فياضة يطوعون مفرداتها كيفما يريدون سواء في الشعر أو في الخطاب او الحوار وهذا من جمالها ومرونتها لذا حدث تنافس قوي في بلاغة الحديث واعتبروه قوة للمتحدث بكافة أغراضه: باهي المحيا اللي حديثه يسلي أهواه لو تزعل جميع الخلوقي ويعد جمال الحديث جاليا للهموم ينعش القلب عندما تكتنفه المشاعر الصادقة وقد جسد شعر الغزل تأثير هذا الاسلوب يقول الشاعر بدر الجنوبي: بدر الدجى اللي حديثه يسلي ياشيب حالي عقب فرقاه أن غاب