بين الشعراء من خلال قصائدهم أن محاكاة الواقع وتجسيده بصور ممتلئة بالمفردات المتطابقة مع الحقيقة يرسم ملامح الحقيقة ويقربها للمتلقي إن لم يكن تجسيداً كاملا لها في حالة أن الشاعر يصف أو يعاني بمصداقية للموقف الذي يواجهه وهذا ما يعرف بالصفة الموصوفة ومن عناصره طريقة الحركة ونبرات الصوت والشكل الخارجي فإذا وصل الموصوف إلى هذه الدرجة من محاكاة الواقع نتج عن ذلك نوع من التجانس والتعايش في إطار بيئة الموصوف عليه أو المشبه به ومعظم القصيد يعتمد في قوته على الوصف وهذا ينسحب ايضا على الشعر العربي منذ القدم يقول الشاعر امرؤ القيس: مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل ويتبين في الشطر الثاني من البيت الوصف المقارب للحصان في حركته ويعتبر ذلك وصفا مباشرا وفي الشعر الشعبي يستخدم الشعراء هذا الاسلوب في التشبيه وكأنه الموصوف يقول الشاعر شقير الجذع: ولا ياغزال فوق خده رموش سود مضاليل رمشه ضافيات على خده ولقد تطرق الشاعر في وصفه إلى عدة جماليات منها جمال العيون ورموشها وجمال المنظر ومحاكاة الواقع في اقرب صورة تتناسب مع المشبه به فالكثير من الشعراء أوجد التشابه لجماليات غزال الصحراء في العين ورشاقة الحركة وجمال الخطوة ولكن شاعرنا وصل بها إلى الجانب المباشر (الا يا غزال) إلى درجة أن الغزال لا يستطيع أن يميز بين الموصوف وبقية أفراد القطيع وهذا لا يعني كشف الستار عن طريقة الوصف والإبداع فيه بشكل يجسد الواقعية وإنما فيه إبداع في استخدام مفردات الوصف وسعة الخيال وإبداع الصورة والمهارة في المطابقة لحال الواقع وتقول إحدى الشاعرات تحاكي نفس الحالة وكأنما حالها حال من يتوصف عليه في إطار من الثقة من واقع ما تشعر به من قدرات ومميزات جمالية فهذه الشاعرة يأتي القناصة لها بظبي صغير بعد رحلة تقتل فيها الأمهات ويؤسر فيها الصغار وهذا الإهداء فيه نوع من الرقة والشفافية فليس هناك أيد لديها القدرة على ملامسة ذلك الجسد الرقيق للرشاء سوى تلك الأيادي الرقيقة المخضبة بالحناء. وتستمر دراما الوصف ويكبر الرشاء الصغير ويبدأ يتجه إلى سلوكه الفطري الطبيعي الذي خلقه الله عليه وهو الميل إلى الانطلاق في الصحراء واكتساب وحشية الجوازي تقول الشاعرة: يا ظبي لا تجفل تراني منيرة والظبي ما يجفل من الظبي لاجاه وفي بعض الحالات الإبداعية ينطلق الشاعر إلى آفاق أوسع في الوصف عندما يمتلك القدرة على ذلك ويدمج الخيال مع مفردات الوصف الحقيقية يقول الشاعر سعد بن جدلان في وصف الحال: هم يمزع سترة القلب تمزيع تقول ينهش ثومة القلب افاعي