الهلال ببطولاته وانجازاته ودوره في المجتمع عبر المسؤولية الاجتماعية التي تبناها الكيان الأزرق ومنسوبوه كان آخر ثماره توقيع الشركة مع اليونسكو واتفاق مخرجات هذا النادي الكبير مع توجهاتها وأهدافها. ولعلي أعرج هنا لأسباب جعلت هذا الكيان يسمو بتلك الهالة والسمعة المحلية والآسيوية بل وحتى العالمية لأسباب أهمها: - جمهوره الكبير الذي لا يساوم على ناديه والذي يرتفع بسقف مطالبه كل عام لطموح أكبر فكانوا الرقم الأصعب بالحضور والمطالبة والدعم اللا محدود بالوقوف والمساندة. - الادارات المتلاحقة عليه التي بات كل منها يقدم كل ما لديه وعند احساسها انها استنفدت كل ما لديها من عطاء كانت تنسحب ليكمل الخلف ما بناه السلف في خطط ثابتة ورؤية واضحة تهدف لجعل كيانها الأول محليا والافضل آسيويا والأشهر عالميا، فحققوا بذلك زعامة الكرة المحلية والآسيوية وليحققوا بذلك نادي القرن بلا منازع. كل ذلك شهد به القاصي والداني وان انكر بلسانه المنافس إلا أنه مقر به بداخل نفسه انه النادي الأفضل. في وقتنا الحاضر بدأت تبزغ رؤى ونظريات مستغربة فبعد ان كان الهلال حصناً بكل اطيافه ظهر مؤخرا جدار برلين في يوم وليلة ليفصل الكيان بأسراره وأسواره عن الإعلام وجماهيره، وكأن قناعات إدارته أن الإعلام فقد تأثيره، بل أصبح التعامل مع الإعلام الهلالي وغيره بالمساواة ان لم يقدم رجالات الإعلام المنافس عليهم، حيث بات يرى تقريبا بعض الأسماء التي يرفضها المدرج الهلالي، إما لتعديها الدائم واسقاطاتها المرفوضة وإما لمهاجمتها بعض رموز كيانها الذي لا يساومون عليها، وإما لكون تلك الأسماء التي تقرب تعلن حربها على الهلال جهارا نهارا فكانت تهمة الانحياز للإعلام المنافس وافضليته واضحة جلية على اعلام الهلال ورجالاته، حيث اصبح من معاول الهدم للثقة التي باتت تتهاوى كل يوم إما لتوجهات الإدارة وقراراتها وتعاملاتها وإما لوجود بعض الأسماء الموجودة بإدارتها أو للإسقاط واللاستنقاص على بعض الإعلاميين والجمهور أو للغة الحوار القائمة بينها وبين الاعلام والجمهور، او حتى على مستوى القناعات الشخصية لدى الإدارة ولدى الإعلاميين أو لدى الجمهور. جدار الفصل انشأته إدارة الهلال لأنها ترى أنها ببنائه تحدد مفهوم الشراكة الجديدة الأمر الذي رفضه أغلب رجالات الإعلام الهلالي والجمهور فطولب بناء عليها اسقاط جدار الفصل المرفوض لتعود المواءمة وليعود بعدها الثقة والدعم المتبادل بين جميع اطياف منتسبيه. نعم بدأ ذلك المطلب يسري تأثيره بذلك الجدار حتى ظهر تصدع جديد يبشر بخير العودة ولسقوط الجدار ولعل اول تلك البوادر، الشرخ الحاصل بوضوح في مواضع الاتفاق والاختلاف مع الوضع الراهن، فعلى سبيل المثال لا الحصر الاتفاق على ايجابية ظهور الأمير أحمد بن سلطان ودعمه المادي واللوجستي اللا محدود، وظهور نائب رئيس الهلال محمد الحميداني الذي بات الإعلام والمدرج الهلالي يتفقان على بعض اطروحاته ومواقفه، فكادوا يتفقون عليه وعليها مستبشرين بعودة صوت القوة والجرأة والدفاع، بل وظهر جليا عدم موافقتها مطلقا على بقاء بعض افراد من مجلس إدارة الهلال لكونهم ليس لهم بالرياضة من قريب ولا بعيد، لتعود ولتجتمع بنقدها وبجميع سخطها على الرئيس الذي يتحمل بسبب قناعاته السابقة بأعداد البطولات السنوية التي كانت ترضيه بأرقامها كبطولة واحدة او بطولتين في العام كإنجازات ولا ترضي الشارع الهلالي، وتحجيم مقدرة النادي على عدم استطاعة تجاوز آسيا، وبعض اختياراته لمستشاريه ولبعض أعضاء مجلس إدارته وآخر تلك السقطات نتائج الإفلاس على المستوى المحلي من البطولات لهذا العام لولا لطف الله على الهلال بكأس الأمير فيصل بن فهد ببطولة الأولمبي واستمرار الفريق الأول وبلوغه دور ال 16 بآسيا وإلا لأشعل ذلك فتيل الغضب ولأظهر الخلاف الإعلامي ومشجعي الهلال ضده كرئيس واستمرار إدارته. إدارة الهلال.. أما آن أن ينهدم هذا الجدار ليلتئم الجرح وتعود الثقة ويجتمع الشمل ليعود الكيان كسابق عهده وأفضل وهو الأمر الأسهل، فلقد حققتم افضل رعاية هذا العام 600 مليون برعاية ستستمر حتى عام 2019 فهل تحققون طموح الزعماء بهكذا رقم الذي لم يحقق على مستوى الشرق الاوسط فيكون صدى نتاجه ومخرجاته أسماء تستحق الظهور وأسماء تستحق تمثيله ليستمر للإنجاز بقدر حجم اسمه ومكانته كهلال.