تلعب حصالة النقود دورا كبيرا في تعويد الأطفال على الادخار وتعليمهم كيفية تقدير المال إذا أحسن الأهل استخدامها وابراز دورها لدى الأطفال، فهذه العلبة الصغيرة تنمي قيمة الادخار لدى الطفل، لا سيما عندما يعتمد عليها في شراء حاجيات لا يستطع أهله تأمينها، الأمر الذي يجعله يشعر بأن له دوراً وشأناً في البيت ، وأن الحصالة هي التي أسهمت في جعله من أصحاب القرار والمسؤولية . ترى الطالبة تالا الموسى - 14 عاما - بأن الحصالة مهمة بالنسبة لها فهي اعتادت منذ سنواتها الأولى على وجود الحصالة في غرفتها وتقتني علبة الحصالة في بداية كل عام دراسي، لتضع فيها الفائض من مصروفها، لاسيما تلك النقود التي تحصل عليها من أهلها وأقاربها، في المناسبات والأعياد. وتقول « مع وجود الحصالة أحس بأنني مسؤولة عما أملكه وكيف أصرفه، وهي تمكنني من شراء ما ينقصني، كما أن الحصالة تجعلني أكثر حرصا وتفكيرا في النقود، قبل صرفها في أمور غير مهمة. ويحرص عبدالله الغامدي – 13 سنة - على وضع جزء من كل ما يحصل عليه من نقود كمصروف يومي أو في الأعياد، من والديه أو جده في الحصالة، حتى يتمكن من شراء كل ما يلزمه، ويقول « تعودت منذ وقت طويل أن أضع ولو ريالاً في حصالتي من مصروفي كل يوم الصبح ولا تتخيلي فرحتي عندما يحين الوقت لفتح الحصالة لأفاجأ بمبلغ كبير لم أكن أتوقعه وأشتري ما أخطط له من رغباتي مثل أشرطة البلايستيشن أو ألعاب أخرى . من جانبها، تصف أم نواف العتيبي التغيير الكبير الذي حصل مع ابنها الصغير، منذ أن قام بتجميع نقوده في الحصالة حيث أصبح على حد تعبيرها أكثر تدبيرا وأقل إنفاقا ومحافظا على الصحة وتقول أم نواف « في البداية كان نواف – 12 سنة - يصرف جميع نقوده على الحلويات والشيبس بشكل يومي ولكن بعد أن شرحنا له مفهوم الادخار وعدم صرف المال في أشياء مضرة ، وضعنا له حصالة لتجميع نقوده أصبحت النقود لها معنى آخر لديه ويحسب ألف حساب قبل أن يخرج الريال ، بل ومن المواقف المضحكة أنه يهز حصالته بين فترة واخرى وعندما يشعر بثقلها يحس بسعادة بالغة، مبينة أن الفائدة لم تكن مادية فحسب بل كذلك صحية، إذ لم يعد يتناول الحلويات كثيرا، وهذه النتيجة أسعدتني كثيرا. الصبر لتحقيق الأهداف تقدم الأخصائية التربوية هتون العبيد عددا من النصائح لمساعدة الوالدين على تشجيع أطفالهما على استخدام الحصالة ومنها: - شرح فكرة الحصالة والهدف منها للأطفال والتأكيد بأنها وسيلة لوضع المال في مكان آمن حتى يحين وقت صرفه عند الحاجة. - ضرورة تعليم الطفل من فكرة الحصالة الصبر على تحقيق الأهداف التي يرغب فيها مثل شراء لعبة أو غيرها من احتياجاته. - يوفر الأهل لأطفالهم خيارات لأشكال الحصالات فمنها ما يأتي على شكل سيارة أو حيوانات أو دمى وغيرها من الأشكال والألوان والأحجام المتوفرة في المحلات التجارية والحرص أن تكون مزودة بقفل حتى لا يستطيع فتحها في كل وقت. - تحديد أيام محددة لفتح الحصالة فمثلاً أن يقوم الأطفال بفتح الحصالة نهاية كل شهر أو نهاية كل فصل دراسي أو نهاية العام، وطبعا كلما طالت المدة كانت النتيجة أفضل وتعلق الطفل بمفهوم الادخار أكثر وأكثر، والأفضل أن تكون شهرية للمبتدئين حتى يزيد الحماس والالتزام بالخطة.