عندما شاهدت والدي حفظه الله ورعاه وأطال عمره خلال اليومين الماضيين في أسوأ حالاته ومشاهدته القنوات الفضائية تنعى عبدالله بن شايق والشعراء ترثيه وسماع القصائد عنه والسبب هو رحيل فقيد الشاعر عبدالله بن شايق العاطفي القحطاني. حينها اكتشفت حب الناس له من محبي الشعر وحب والدي له منذ وقت طويل، وبكثر ماتحدث عنه من خصال حميدة مما دفعني لكتابة هذا المقال عن المرحوم الذي مهما كتبت عنه لن أوفيه ولن أكون أكثر من الذين تحدثوا عنه وعاشروه عن قرب ولكن كتابتي هذه ليست إلا مشاعر حب ووفاء وإخلاص لهذا الرجل الذي وصل صيته للبعيد قبل القريب. شاهدت في إحدى القنوات الفضائية تغطية عن المرحوم وتحدث كبار الشعراء عنه ومواقف الشاعر على الفقراء والمحتاجين والمساكين كثيرة، وحبه للخير وابتسامته التي لاتفارق محياه، له أيادٍ في صلح بعض الشعراء والكره للنميمة والابتعاد عن غيبة الناس. حيث إن دمعته قريبة جداً عندما يشاهد المواقف المحزنة كالايتام، فلا عجب تهافت الناس على حبه والحرص على مجالسته رحمه الله. لما يتميز به من التواضع والكرم اللامحدود ووفائه لصحبته في مواقف كثيرة مشهودة تداولها الناس. فقدنا شاعرنا الكبير ابن شايق وفقدته قلوبنا. يعد الشاعر المرحوم عبدالله بن شايق من شعراء المملكة البارزين في ساحات المحاورة ومن أبرز شعراء الخليج وله شعبية وجماهيرية كبيرة، له بصمات واضحة وشاعرية فذة وابتكارات شعرية كالموالات النادرة وله معلقة شعرية ألفية مشهورة. وهو الملقب ب (متنبي الشعراء) و(ملك الموال) و(الجنرال) فكانت نظرته دائماً ثاقبة لما يملكه من إبداع فطري وموهبه شعرية تفوق الخيال ولا يخلو أي بيت من أبيات الشاعر إلا ويضاف إليه نكهة الجمال وقوة التعبير، وتربع على قمة هرم المحاورة محلقاً في سماء التميز بالموهبة الكبيرة التي تعود ملكيتها له. سيفتقده محبوه وساحات المحاورة التي أعطاها طابع جذب لسنوات طويلة وجعل لها شعبية في كل أنحاء المملكة والخليج العربي. وفي الختام لايسعني إلا أن أسأل الله المولى عز وجل أن يدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وأن يلهم ذويه الصبر.