فقدت الساحة الرياضية يوم الجمعة الماضي واحداً من نجوم الفريق الهلالي في عصره الذهبي عملاق دفاعه سالم اسماعيل "رحمه الله" الذي رحل بهدوء عن (72 عاماً) بعد معاناة مرضية اثر تعرضه لجلطة اصابته بشلل اقعده خلال السنوات الخمس الماضية. ويذكر التاريخ (الازرق) الجانب المضيء في حياة هذا النجم.. مساهمته الفاعلة مع بقية ابطال الهلال في تحقيق لقبي كأسي الملك وولي العهد في موسم واحد أول مرة عام 1384ه وبرغم ضخامة جسمة وصلابته في الملعب إلا انه كان يحمل بين جوانحه قلب طفل في براءته وطيبته بجانب خلقه الرفيع وادبه الجم. لعب مؤسس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد "رحمه الله" دوراً في اغراء هذا النجم للالتحاق بصفوف الهلال عام 1383ه حيث كان (ابو مساعد) ينتقل في الصيفية الى المنطقة الغربية بحكم عمله في مجلس الوزراء وينزل على الطائف لمتابعة مباريات ونجوم الدورات التنشيطية التي كان يشهدها المصيف آنذاك وحين وقع بصره على الموهوب سالم اسماعيل طلب منه الانتقال للرياض واللعب في صفوف الهلال وكان سنه لا يتجاوز 19 عاماً وكان والده يشجع الثغر (الاهلي حالياً) ويحرص على اصطحاب ابنه سالم لمشاهده تمارينه في جده التي كان يشرف عليها مدربه احمد اليافعي" رحمه الله". وشارك سالم في التمرين كمهاجم وحصل خلاف بينه وبين مدرب الفريق على المركز فما كان منه الا ان غضب وقال لوالده: ساعود لفريق التضامن بالطائف. وبعدها قام والده بزياره احد اقاربه في حي المربع بالرياض وكان يلعب في صفوف فريق الكوكب الذي سبق ان رأسه الامير احمد بن عبدالعزيز - حفظه الله - فتمرن سالم معهم وشارك في مباراة ودية بين الكوكب والهلال وشاهده (ابو مساعد) فأعجب بأدائه وأصر على ضرورة انتقاله للهلال فوافق، بعدما خصص له مؤسس الهلال 200 ريال مرتبا شهريا تقديراً لظروفه وحاجته للعمل، فسجل رسمياً عام 1383ه وبرز بصورة لافته في خط الظهر (الازرق)، ومثل الهلال في كأسي 1384ه وامتاز ببنيته القوية لينال رضا واعجاب الجمهور بأدائه وحماسه واخلاصه للشعار الهلالي ولقبه الجمهور (الدبابة) واستمر في صفوف الفريق حتى نهاية موسم 1387ه حيث توقف عن اللعب جراء اصابة بالغة تعرض لها في الركبة. وطوال سنوات تمثيله الهلال كان سالم مثالاً للاعب المثالي في خلقه واخلاصه ولم يسبق ان تعرض للطرد وهو ما أكسبه محبة الجميع وقد تلقى عرضاً من الاهلاويين للانتقال فرفضه تقديراً ووفاء للشيخ عبدالرحمن بن سعيد فبادله (ابو مساعد) بمشاعر الوفاء ذاتها عندما خصص له مكافأه شهرية (2000 ريال) عقب اصابته بالجلطة التي اقعدته عام 1429ه مع اثنين من زملائه السابقين الذين شاطروه المعاناة المرضية. وفي هذه اللفتة الانسانية دلالة على وفاء ابن سعيد مع كل من خدم الشعار الهلالي بإخلاص وتفان. بقي في النهاية مناشدة الهلاليين الوقوف مع اسرة نجمهم الراحل اذ عاش الفقيد الذي عمل اواخر حياته وقبل اشتداد مرضه فوق كرسي متحرك حارساً لإحدى مدارس البنات وكان يقتات على راتب تقاعدي لا يتجاوز 1400 ريال في بيت مستأجر مثقلاً بالديون ويعول اسرة فيها اطفال صغار وكان عفيف اليد وتتطلع اسرته المكلومة الى لمسة وفاء وبادرة انسانية من الهلاليين ذوي القلوب الرحيمة تخفف عنهم مرارة العيش ومعاناة رحيله "رحمه الله".