سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ابن سعيد بقيمه الوفائية وبعيداً عن الأضواء خصص مكافأة شهرية لمبارك وابن مناحي وسالم إسماعيل الباحث في التاريخ الرياضي خالد الدوس.. معلقًا على «معاناة نجوم هلال الأمس»:
تلقت دنيا الرياضة تعقيبا من الباحث في التاريخ الرياضي والمتخصص في رصد ومتابعة تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية الزميل خالد الدوس اثنى فيه على ما طرحته صفحة نجوم الامس يوم الجمعة الماضي بقلم الاستاذ صلاح الزهراني عن اوضاع وظروف معيشية وصحية واجتماعية قاسية لبعض اللاعبين القدامى ومنهم دوليون سبق لهم تمثيل المنتخب حيث طرح من خلاله آراء يراها تساعد على تخفيف معاناة هؤلاء النجوم الذين طواهم الزمن في غياهب النسيان فيما يلي نصه : التاريخ يذكر لمبارك عبدالكريم بيعه منجرته لانقاذ ناديه من أزمته المالية قبل نصف قرن! المكرم: المشرف على صفحة نجوم الأمس الرياضي الأستاذ - فهد الدوس المحترم اطلعت على ماكتبه الرياضي القديم الوفي صلاح الزهراني في هذه الصفحة التاريخية المتميزة برائحة عبق الماضي الرياضي في قالبها الوفائي.. يوم الجمعة الماضي، تحت عنوان (أين الوفاء لنجوم الأمس الأزرق يادارة الهلال؟) تناول فيه مشكورا أوضاع بعض نجوم هلال الثمانينيات الهجرية الذين يعيشون (اليوم) بين قسوة المرض، وقسوة الحياة المعيشة.. وهم أسطورة الفريق آنذاك مبارك العبد الكريم والماسترو سلطان مناحي والمدافع الصلب سالم إسماعيل- شفاهم الله –نجوم بالفعل كانوا كبارا في ماضيهم التليد(فنيا وسلوكيا).. صنعوا أول الألقاب الذهبية لزعيم الأندية.. وارسوا بوفائهم وإخلاصهم وتضحياتهم وبصماتهم الخالدة دعائم المجد الأزرق بقيادة رائد الحركة الرياضية الأول بالمنطقة الوسطى ومؤسسه العصامي الشيخ عبدالرحمن بن سعيدر - رحمه الله - الذي حقق المعادلة الأصعب عندما قاد هلاله وعمره التأسيسي لم يتجاوز أربعة أعوام فقط للفوز بكاس الملك عام 1381ه, وكان بطلا هذا الانجاز الإعجاز الهلالي قائده المحنك (مبارك العبد الكريم) ومهندس الوسط البارع (سلطان مناحي)، ثم تكرر الانجاز الأكبر والاشهر عام 1384ه عندما انتزع الهلال لقبي الموسم كاس الملك وولي العهد إمام عمالقة الكرة بالمنطقة الغربية (الاتحاد والوحدة) كأول فريق بالمنطقة الوسطى يحقق هذا الانجاز الفريد من نوعه, والثاني على مستوى المملكة بعد الاتحاد, وكان نجم تلك المواجهتين الحاسمتين المدافع الصلب سالم اسماعيل الذي كان رقم صعب في الخارطة الهلالية، وكان (أبو مساعد) يقدره كثيرا لإخلاصه وتضحياته وانضباطه وسلوكه الرياضي .. فقد رفض عرضا أهلاويا مغريا في تلك الأيام الخوالي حبا ووفاء للشعار الأزرق فبادله المؤسس.. قيم الوفاء ذاتها عندما علم بإصابته بجلطة دماغية قبل ستة أعوام لازم خلالها سرير المرض وهو يقبع في بيت مستأجر وراتبه التقاعدي لايتجاوز ال2000 ريال، فخصص له راتبا شهريا ومعه كل من مبارك العبدالكريم وسلطان مناحي عقب إصابتهما بجلطة دماغية - شفاهما الله جميعا- في لفتة حانية، ولمسة عرفانية.. تنم عن قيم (ابن سعيد)الوفائية وتقديره لنجوم مخلصة خدمت المسيرة الهلالية بكل عطاء ووفاء وإثراء في حقبة ماضيه.. وبرحيل الرمز الكبير رحلت معه قيم الوفاء الزرقاء ومعانيها السامية..!! عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله تاريخيا.. وهذه الحقائق الدامغة محفوظة في سجلات ووثائق (مؤسس) نادي الشعب الكبير عبدالرحمن بن سعيد -غفر الله له-.. مّر نادي الهلال في النصف الأول من عقد الثمانينيات الهجرية بأزمة مالية حالكة.. فضرب قائده الكبير والشهير مبارك العبد الكريم -شفاه الله - أروع أمثلة الوفاء والإخلاص لناديه.. عندما باع محل منجرة كانت تشكل مصدردخل جيد له في زمن كان للريال قيمة قبل نصف قرن .. وحّول كامل المبلغ( أكثر من (5000ريال ) لصندوق الهلال وفك أزمته، والآن يعيش (مبارك) في ظل مرضه وعجزه ومعاناته وحيدا لايلازمه إلا قاعدة من الألمنيوم تعينه على النهوض والتنقل بخطى ثقيلة وسط ظروف معيشية وصحية واجتماعية قاسية, وهو في خريف العمر.. كما هو الحال مع رفاقه سالم إسماعيل– وسلطان مناحي- شفاهم الله- ينتظرون من يأخذ بأيديهم، ويمسح إحزانهم ويصافح قلوبهم، ويخفف معاناتهم, وعبر "صفحة نجوم الأمس الوفائية".. اقترح إنشاء رابطة خيرية داخل نادي الشعب الكبير كمشروع أنساني أخلاقي حضاري.. لرعاية ومساعدة أبنائه من قدامى اللاعبين المعسرين -وهم قلة- ممن قذفت بهم الظروف الحياتية وأوجاعها المؤلمة في دائرة الأسى والنسيان.. ومثل هذه المبادرات الاجتماعية واتجاهاتها النبيلة داخل نادي الهلال وغيره من الأندية الكبيرة كفيلة بتأصيل وتفصيل روح التوازن بين الرياضيين والعمل الانساني، كما فعل رئيس نادي برشلونة الوفي (روسيل ساندروا) مع قدامى لاعبي النادي الاسباني الشهير عندما انشأ رابطة خيرية داخل النادي الكتالوني المخضرم.. لرعاية ودعم ومساندة أحوال لاعبيه السابقين (المحتاجين)- صحيا ومعيشيا واجتماعيا وترويحيا- وأطلق عليها اسم( رابطة محاربي برشلونة القدامى). إنشاء رابطة خيرية بنادي الهلال تؤصل روح التوازن بين «نجوم الأمس» والعمل الإنساني وختاما أشكر جريدة "الرياض" على الاهتمام بقيمة العمل الرياضي في قالبه التاريخي وفتح نوافذه ليطل الجيل الحالي على رياضة الأمس بأحداثها ومشاهداتها وتحولاتها ومتغيراتها التاريخية وإرهاصاتها مبارك العبدالكريم متوجًا بكأس 1384ه من يد الملك فيصل «رحمه الله» نجم الثمانينيات مبارك عبدالكريم (اليوم) بعد إصابته بالجلطة ضوئية لطرح «الرياض» معاناة نجوم (هلال الأمس) يوم الجمعة الماضي فريق الهلال في نهائي كأس الملك الذي كسبه امام الوحدة 1381ه ويظهر الكابتن مبارك عبدالكريم الاول من اليمين (جلوسًا) والنجم سلطان مناحي الأول من اليسار (وقوفًا ) سالم إسماعيل مع كأس الملك 1384ه سلطان مناحي في لقطة للتاريخ مع سالم إسماعيل عام 1385ه خالد الدوس * الباحث في التاريخ الرياضي- خالد الدوس