وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء أمس الى اليابان المحطة الاولى من جولة آسيوية تجري في ظروف حساسة وسيزور خلالها ايضا كوريا الجنوبية وماليزيا والفيليبين بدون ان تشمل الصين التي تبقى رغم ذلك حاضرة في جميع محطاته. وحطت طائرة "اير فورس وان" الرئاسية في مطار طوكيو هانيدا حيث سيتناول اوباما العشاء مع رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي على ان يعقد قمة معه اليوم قبل التوجه الى سيئول. ويواجه الرئيس الاميركي خلال جولته الآسيوية وضعاً دقيقاً وحرجاً حيث سيترتب عليه المناورة بين مسائل شائكة تاريخية وجيوسياسية في المنطقة تطرح تحديا كبيرا للطموحات الاميركية فيها. كيف يمكن طمأنة حلفائه الآسيويين الى الالتزام الاميركي حيالهم بدون اثارة استياء الصين؟ وكيف يعزز العلاقة الاساسية مع اليابان مع الاستجابة لمآخذ بكينوكوريا الجنوبية؟ باختصار كيف يدعم مطالب بلد بدون ان ينحاز اليه؟ كل هذه اسئلة تلخص المعضلة الآسيوية التي سيسعى اوباما لايجاد مخرج لها. وتشهد العلاقات بين الصين، الشريك السياسي والتجاري والمالي الهام للولايات المتحدة، واليابان التي تحميها الولاياتالمتحدة وتنشر فيها خمسين ألف جندي، تدهوراً كبيراً منذ سنة ونصف بسبب خلاف جغرافي في بحر الصين الشرقي. وتزداد المخاوف ولا سيما في واشنطن من ان يتحول هذا الخلاف الى مواجهة في وقت تجوب اعداد من السفن الحربية المياه المحيطة بجزر سنكاكو، التسمية اليابانية لهذا الارخبيل غير الماهول الذي تطالب به بكين باسم دياويو. وفيما يراقب قادة كوريا الجنوبيةواليابان بعضهم البعض بريبة، يتصاعد الخطر النووي من كوريا الشمالية مع ورود معلومات من كوريا الجنوبية تفيد بان بيونغ يانغ تعد لتجربة نووية رابعة. وبعد المحطة اليابانية يتوجه اوباما الى كوريا الجنوبية حليفته الاقليمية الثانية التي تجد نفسها معه في الخط الامامي للمواجهة مع نظام كوريا الشمالية وكل ما يمكن ان يقوم به من خطوات غير متوقعة. غير ان سيئول على خلاف مع اليابان على خلفية عداء تاريخي عاد الى الظهور وخلاف بحري. وهذا ما يضع اوباما في موقف دقيق في هذه الجولة، حيث يترتب عليه طمأنة بكين بالتأكيد الى ان السياسة الاميركية الاقليمية لا تهدف الى احتوائها، وطمأنة طوكيو الى صلابة الالتزام الاميركي.