بين فترة وأخرى نتلقى بكل ألم وحسرة خبراً عن حادث مروري داخل المدن أو على الأطراف مما أدى إلى قتل أسر كاملة.. لا أريد سرد نماذج لأن ذاكرتنا تختزل تلك الحوادث بألمها ومشاعر التعاطف مع ذويهم ومحبيهم خاصة وان شبكات التواصل الاجتماعي باتت اليوم حاضرة بقوة في متابعة كل شيء ومنها تلك الحوادث الى حد اقتحام خصوصيات أهالي تلك الأسر وربما تعميق آلامهم بالتصوير والنشر والتعليق الذي قد يأتي في جزء منه غير دقيق وأحياناً خال من الذوق والإنسانية. تلك الحوادث في كثير منها يتضح أن المرور لدينا مازال عمله دون المطلوب.. على سبيل المثال الحوادث الناتجة عن مخالفة شباب في حالة غير طبيعية وخاصة نهاية الأسبوع تعني ضرورة مواجهتها بتكثيف التواجد البشري لرجال المرور في المنافذ للمدن حيث تكمن الاستراحات والمخيمات وشقق العزاب.. بحيث تمنع دخول أي سائق في وضع غير طبيعي للمدينة بل وإيقافه واتخاذ الإجراءات النظامية معه.. في كل بلاد العالم بما فيها من تبيح تعاطي المسكرات تمنع المخمور من قيادة عربته. ونحن هنا لا نركز كثيراً حول هذه النقطة رغم أن الخمور أساساً ممنوعة ومحرمة.. محاولات ساهر للحد من حالة التهور التي يقوم بها الكثير من قائدي المركبات في طرقنا التي تعادل في نتائجها القاتلة أكثر الحروب شراسة حيث يموت إنسان في أقل من ساعة بشكل يومي في بلادنا تكشف أن ساهر بمفرده غير كاف.. فبعض أسباب الحوادث يمكن حلها بتكثيف وجود رجال المرور في المواقع وتطبيق الأنظمة بصرامة أكثر على المخالف مع عدم إعطاء رخصة قيادة لمن لا يجيد ذلك الفن بكل أصوله العلمية. لو كان الأمر لي لطالبت بمنع إعطاء أي سائق قادم للعمل لدى أسرة أو مؤسسة إقامة قبل اجتياز اختبار القيادة بجدارة وليس وفق فلسفة أعطوه رخصة ونعدكم بتدريبه.. ثم نجده يمتطي صهوة عربة كبيرة وبها عائلة بأكملها ويخترق كل طرقنا يميناً وشمالاً، وتضفي بعض الأسر بعداً حضارياً بوضع لوحة على ظهر العربة مكتوب فيها إن (السائق تحت التدريب).. في المقابل نجد شباباً يخترقون طرقنا بأعلى درجات التهور حيث يمارس القيادة وسط المدينة في طريق مزدحم بالسيارات وفي ساعات الذروة.. ثم نجده وبكل استهتارينتقل بعربته من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال بسرعة صاروخ غير مبال بأرواح من حوله.. بل وغير مبال بروحه، وأيضاً نجده يسير بسرعة جنونية في حال غياب عيون ساهر وكأنه في سباق أو باحث عن الموت والقتل في آن واحد.. وليس شاباً مقبلاً على جمال وإنجازات الحياة. تواجد رجال المرور مهم في الطرقات داخل وعلى أطراف المدن أيضاً لابد من معالجة أخطاء سائقي الشاحنات بكل صرامة.. بدايه لا تمنح الرخصة لمن لايجيد القيادة فعلاً بكل أصولها..، معاقبة الشركات التي تدفعهم للعمل أكثر من المعدل الطبيعي مما يضطرهم لتناول المنشطات، والنتيجة حوادث شنيعة.. ولعل الوقت حان لضبط ذلك بالنظام مثل وجود مراكز مرور على أطراف المدن تدقق في البيانات الشخصية للسائق بحيث يمنع السائق من أكثر من مشوار أو مشوارين حسب المدة وقدرة التحمل الإنساني الطبيعي في اليوم الواحد، وذلك عبر نظام إلكتروني يتم فيه تسجيل بيانات السائق والشاحنة..، لأن بعض المؤسسات تبحث عن زياده دخلها على حساب العامل وسلامة المواطنين... أما أن نستمر ننعى ونتألم لحال أسرة وأخرى فليس لائقاً بنا وبإمكانياتنا البشرية والمالية وقبل كل شيء إنسانيتنا.