الصناعات الجلدية والدباغة في المملكة مهددة بالاندثار وبعودتها إلى بدايتها الأولى مع (الملح)، واعتمادها على تصدير الجلود فقط، وذلك لامتناع صندوق التنمية الصناعي وهيئة المدن الصناعية عن الدعم اللوجستني لها، (لخطورتها)، لدخول مادة "الكروم" في عملية الدباغة، وقال المستثمر في الصناعات الجلدية خالد الدقل إن 8 مصانع خرجت من السوق المحلي، لعدم حصولها على دعم مادي من صندوق التنمية الصناعي، وعدم تخصيص أراض من هيئة المدن الصناعية لصناعات الجلدية والدباغة. وأكد الدقل في تصريح خاص ل"الرياض" على أن أغلبية مصانع الصناعات الجلدية لا تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية، لوجود عدد كبير من مصانع الجلديات والدباغة، والتي تحتاج للتنظيم والمنافسة على المادة الخام من الجلود، وعدم تغطية التكلفة التشغيلية لها، وقال: من أكبر المشاكل التي تواجه قطاع صناعة الدباغة والجلود في المملكة اصطدامها بما يعرف ب"الإصحاح البيئي" الذي يتطلب اشتراطات عديدة من بينها المياه المستخدمة في العمل الصناعي، والحاجة الماسة إلى معالجتها. مبيناً أن الدول الصناعية المتقدمة، وأخرى مجاورة تعتمد على إنشاء تكتلات لمصانع الجلود والدباغة، مع وضع مصنع واحد لتكرير المياه يكون مشتركاً لهم، من أجل خفض كلفة الإنتاج مشيرا الى ان هذا العمل الذي اثبت نجاحه في تلك الدول غير معمول به في المملكة، مطالبا بتجميع مصانع الدباغة والجلديات والصناعات الورقية في مدن صناعية خاصة في المناطق التي تكثر فيها هذه النوعية من الصناعات لاستخدامها نفس المواد وحاجتها لمصانع تكرير المياه. وأوضح الدقل أن السعودية من أكبر الدول عالميا المصدرة للجلود، بسبب توافر المادة الخام باستمرار، ولوجود موسمي العمرة والحج، ومع ذلك لا يوجد اهتمام من قبل وزارة التجارة والصناعة بهذه الصناعة. وأشار الدقل الى ان الاستثمار الأجنبي في الصناعات الجلدية في المملكة موجود، وهناك تصدير للمادة الخام من الجلود خارج المملكة وتتراوح أسعارها حسب نوعية الحيوان مضيفا أن سعر جلد الأغنام يتراوح مابين 16 الى 17 ريالاً، والماعز مابين 6 الى 7 ريالات، والأبقار مابين 50 الى 60 ريالاً، والجمل 5 ريالات. تجدر الإشارة الى ان حجم الاستثمار في سوق الدباغة في السعودية يقدر ب700 مليون ريال سنويا، ويقدر حجم الاستثمارات في الجلود بانواعها بنحو ملياري ريال مقابل 80 ألف جلد ينتج يوميا، حيث إن الطاقة الانتاجية الفعلية للمصانع في المملكة تزيد على 120 الف جلد يوميا.