حذّر عاملون في مجال الدباغة والصناعات الجلدية في السعودية من أن 60 في المئة من الصناعة، التي تبلغ الاستثمارات فيها نحو بليون ريال (266.6 مليون دولار)، مهدد بالتعثر بسبب الصعوبات المرتبطة بغياب الدعم من «صندوق التنمية الصناعي». وأوضح رئيس لجنة الدباغة والصناعات الجلدية في غرفة جدة، ناصر باسهل، أن الصعوبات التي تواجه الصناعة الجلدية في السعودية تتركز في ارتفاع تكاليف التصنيع وتنسيق توافق المصانع مع متطلبات البيئة، وصعوبة تمويل الصادرات من المصارف المحلية و «صندوق تمويل الصادرات». وقال في تصريح الى «الحياة»: «يوجد أكثر من 38 مصنعاً ونحو مئة ورشة موزعة على مدن المملكة، ويبلغ إنتاجها نحو مليوني زوج من الأحذية سنوياً، وهي نسبة بسيطة من حجم الاستيراد الذي يتجاوز 50 مليون زوج حذاء سنوياً، أي أن الإنتاج المحلي يغطي اربعة في المئة فقط من حجم السوق». وأضاف «أما سوق الدباغة فتبلغ 600 مليون ريال سنوياً،» مشيراً إلى أن إنتاج الجلود في السعودية يصل الى 75 ألف جلد يومياً، والطاقة الإنتاجية الفعلية للمصانع تزيد على مئة ألف يومياً. وأشار إلى أن دعم «صندوق التنمية الصناعية» للصناعات الجلدية ضعيف جداً، إذ ان شروطه صعبة التحقيق. وقال: نأمل بالتعاون بين الصندوق والعاملين في هذه الصناعات، خصوصاً أن الحكومة ضاعفت حجم صندوق التنمية الصناعية لتنشيط حركة الصناعة الوطنية، خصوصاً الصناعات المتوسطة والصغيرة». وأشار المستثمر جمال عتيق، إلى أن الاستثمار في الصناعة الجلدية مجد اقتصادياً إلا أن مشكلات تواجه المستثمرين منها زيادة عدد التراخيص الممنوحة من دون درس لطاقة السوق إذ يوجد 20 مصنعاً تعمل بأقل طاقة إنتاجية، وخمسة مصانع تعمل بطاقة متوسطة بسبب المنافسة الشديدة على المواد الخام. ولفت الى أن غياب التنظيم عن سوق الصناعة الجلدية سيؤدي إلى إعلان 60 في المئة من المصانع إفلاسها، لافتاً إلى أن هناك نقصاً في خامات الجلود على مستوى العالم بسبب ارتفاع أسعار المواشي، ما يؤثر في الصناعة الجلدية. وأوضح أن قيمة جلد الأغنام ارتفعت من عشرة ريالات إلى 27 ريالاًً، كما زاد سعر جلد البقر من مئة ريال إلى 110 ريالات، واصفاً التعاون بين «صندوق التنمية الصناعية» ومصانع الجلود بأنه «صفر». وأوضح نائب رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب لشركة «الدقل» خالد دقل، أن العوائق تكمن في عدم وجود محطات صرف صناعي وعدم إنشاء مخططات لمدن صناعية خاصة بدباغة الجلود وصناعتها، وكذلك عدم السعي إلى تطوير الصناعة من حيث الجودة والتصاميم والترويج لها وتأهيل العاملين فيها. وذكر في تصريح إلى «الحياة» أن «الصناعات الجلدية في المملكة لا تزال قليلة، والأمر يحتاج إلى التفكير كثيراً في الاستثمار فيها خصوصاً مع توافر المقومات الرئيسية الداعمة لها، لكن الأمر يختلف في ما يخص دباغة الجلود التي تعد متطورة جداً، ويوجد تنافس قوي بين المصانع في الحصول على المادة الخام». وأكد أن دعم «صندوق التنمية الصناعية» للصناعات الجلدية ضعيف ولا تلقى هذه الصناعة أي اهتمام من مسؤوليه. وحاولت «الحياة» الحديث مع مسؤولين في «صندوق التنمية الصناعية» للرد على انتقادات أصحاب مصانع الجلود، إلا أنها لم تلقَ تجاوباً. ويذكر أن وزارة التجارة والصناعة أوضحت في تقرير لها أنها منحت خلال السنوات ال20 الماضية 73 ترخيصاً لإنشاء مصانع لمختلف أنواع الأحذية في المملكة. وقدرت حجم السوق السعودية من الأحذية المستوردة والمحلية الصنع بنحو ثلاثة بلايين ريال سنوياً، ويوجد أكثر من 38 مصنعاً ومئة ورشة في المملكة تنتج مليوني زوج من الأحذية سنوياً، فيما يتجاوز الاستيراد 50 مليوناً.