تغيرت أساليب مخترقي الإنترنت في الفترة الأخيرة فأصبحوا يستهدفون بالدرجة الأولى سرقة البيانات السرية للمستخدمين وسرقة المال من الحسابات المصرفية من خلال إنشاء مواقع إنترنت مزيفة تتماثل مع المواقع الرسمية للبنوك. وكشفت كاسبرسكي الشركة الروسية المتخصصة في أمن المعلومات عن أن جهود مجرمي الإنترنت بدأ بالتضاعف أكثر من أي وقت مضى بهدف الحصول على البيانات الشخصية وسرقة المال، حيث كشفت دراستها والتي تحمل عنوان "التهديدات الإلكترونية المالية لعام 2013" أن 0.69% من جميع الهجمات الإلكترونية كانت موجههة للشرق الأوسط، وأن 31.45% من الهجمات التصيدية في عام 2013 تستغل أسماء مصارف كبيرة ومتاجر إلكترونية وأنظمة دفع إلكترونية بنسبة زيادة بلغت 8.5% عن عام 2013. وأشارت كاسبرسكي إلى أن التصيد يعد أحد أبرز أساليب محتالي الإنترنت حيث يستخدمه مخترق الإنترنت للاستحواذ على البيانات السرية من خلال المواقع المزيفة التي يقدمها، وكان هذا الأسلوب قد استهدف في العام الماضي نحو 39.6 مليون مستخدم تم حمايتهم. وكانت المصارف المالية أكثر الأهداف إغراءً لمحتالي ومجرمي الإنترنت حيث تلقت خلال عام العام ما نسبته 70.6 من عدد الهجمات التصيدية، ويعتبر هذا الرقم ارتفاعاً حاداً مقارنة بعام 2012 إذ كانت النسبة 52% فقط، وأيضاً قامت التقنيات المختلفة المتخصصة بمكافحة التصيب بتعطيل 330 مليون هجمة مشكلة زيادة بنسبة 22.2% مقارنة بعام 2012، وكانت هذه الهجمات تستهدف أسماء تجارية كبرى لها قاعدة عريضة من العملاء من أجل الحصول على أرباح كبيرة. وكانت الهجمات التصيدية قد استغلت أسماء أكثر من 25 منظمة بنسبة 60% من إجمالي الهجمات التصيدية، وتركزت 88.3% على فيزا وماستركارد وباي بال وأميريكان إكسبريس، وكان موقع أمازون من أكثر المواقع الذي تعرض لهجمات تصيدية حيث استخدم أسم الموقع في أكثر من 61% من الهجمات التصيدية التي تستهدف قطاع التجارة، ثم تلتها أبل و بعدها إيباي. وقام مجرمي الإنترنت بمحاكاة الشبكات الاجتماعية حيث ارتفع حجم الصفحات المزيفة ليصل إلى 35.4% بنسبة زيادة تصل إلى 6.8%، ويعود سبب هذه الزيادة إلى تنامي اساليب الجريمة باستخدام الهندسة الاجتماعية التي يحاول فيها المخترق معرفة تفاصيل دقيقة عن حياة الشخص المستهدف من أجل انتحال شخصيته واقعيا، أو مخاطبة مواقع الإنترنت باسمه، وتعتبر الهندسة الاجتماعية أحد أهم وأبرز الأساليب التي تنطوي على خطورة كبيرة جداً، والشبكات الاجتماعية بوجه عام تساهم في مساعدة المحتالين لكون مستخدميها لا يلقون بالاً لخصوصية معلوماتهم الشخصية.