شدد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد، على أن الإبعاد التام مصير أي إمام أو خطيب لا يستجيب للتوجيهات والملاحظات التي تبديها الوزارة، مضيفا في تصريح ل»الرياض» أن من استفاد من مراحل العلاج والمحاولات السابقة للإبعاد يُدرس أمر رجوعه، وهذا ما يجري العمل به كقاعدة عامة. وأشار إلى أن نسبة الانضباط في الفترة الأخيرة كبيرة جداً، ويعود ذلك إلى أن الخطباء على قدر كاف من المسؤولية وإذا سجلت بعض التجاوزات من بعض الخطباء فإن الوزارة لا تقره وتحاسب عليه كونه أمراً غير مقبول لا شرعاً ولا عقلاً، ويتم التعامل معها في حينه بحسب كل حالة وما تستحقه من معالجة وفق الضوابط المعمول بها في الوزارة لتقويم مثل هذه الحالات، كأن يؤخذ على المتجاوز التعهد ولفت النظر، أو الإيقاف المؤقت، أو قد يصل إلى حد الإبعاد عند عدم الاستفادة من كافة الحلول، مع ملاحظة أن عدد من جرى مناقشتهم أو طي قيودهم محدود جداً مقارنة بعدد الأئمة والخطباء الذي يزيد على 85 ألف إمام وخطيب. وبين أن من أهم مراحل المعالجة عقد لقاءات ودورات تدريبية وتأهيلية، إذ نظمت الوزارة لمنسوبي المساجد من الأئمة والخطباء عدة ندوات عن الأمن الفكري وتعزيز الوسطية ومكافحة الغلو والتطرف، خلال الأربعة الأعوام الماضية، وبلغ عددها 417 ندوة في جميع مناطق المملكة، بمشاركة 500 من العلماء المختصين وطلبة العلم، إضافة إلى 30 دورة شرعية شملت معظم مناطق المملكة، استفاد منها ما يقارب ألف إمام ومؤذن، و 12 دورة في مهارات الإلقاء في معظم مناطق المملكة استفاد منها أيضاً ألف إمام وخطيب، فضلاًُ عن 13 ورشة عمل عن منبر الجمعة (رسالة ومسؤولية) شملت جميع مناطق المملكة واستفاد منها 450 شخصاً، ونحو 708 دورات نسائية في الأمن الفكري ومكافحة الغلو. وأفاد السديري أن الوزارة لديها ثقة بخطباء وأئمة المساجد لأنهم عادة مؤهلون من الجانب الشرعي والفكري والمهاراتي، ويتم اختيارهم وفق معايير وشروط منصوص عليها في النظام وبعد اجتياز المقابلة الشرعية المكونة من عدد من أصحاب الخبرة المشايخ لمعرفة قدراتهم وكفايتهم وتأهيلهم. وقال: «نرى من إخواننا الأئمة والخطباء تعاوناً إيجابياً وتفاعلاً مع الوزارة والبرامج التي تقيمها في سبيل تطويرهم وتطوير عملهم، لأنهم على قدر كاف من المسؤولية، ومتلزمون بمنهج الوسطية والاعتدال وإذا كان هناك حالات شاذة فهي حالات فردية لا تكاد تذكر بالنسبة لعدد المساجد والجوامع في المملكة الذي يقارب 85 ألف مسجد وجامع، ومن الصعب أن يكونون بمستوى واحد من الإدراك والتأهيل والأداء، ولابد من التفاوت الذي تقتضيه طبيعة البشر».