استعرضت شركة السلام للطائرات أمس أمام وزير العمل قصة نجاح موظفها حارس الأمن محمد العسيري الذي أصبح مساهما في عمليات تصنيع الطائرات، عقب رحلة عمل شاقة شابها العديد من المعوقات الحياتية، ليتجاوزها العسيري على مدى سنوات من العمر بروح الشباب الطموح. وتخطى العسيري مراحل بداياته الصعبة منذ أن كان بائعا للخضار حتى بدايات بريق الأمل عندما التحق بوظيفة حارس أمن في «السلام للطائرات» ليصبح ضمن فريق قيادي متخصص في الأنظمة الميكانيكية لأجهزة الطيران. وقال وزير العمل المهندس عادل فقيه أن توطين الوظائف في الشركات والمؤسسات العاملة في السوق المحلي لا يتحقق بالضغوط والتشريعات. وأكد فقيه عقب رعايته حفل تكريم «السلام للطائرات» ل 33 فني طائرات سعودي، أن توطين الوظائف قضية مواطنة ووطن ومسؤولية. ووفقا لفقيه فإن تنظيمات وزارة العمل تشترط حدا أدنى من مستويات التوطين, لكي تمكن الشركات وأصحاب الأعمال الناشئين واللذين لم يثبتوا أقدامهم في السوق من النمو بشكل تدريجي في عمليات التوطين وتدريب السعوديين والسعوديات في الوظائف المناسبة، كاشفا عن أصحاب أعمال وشركات عاملة في السوق لم تكتفي بالحد الأدنى من عمليات التوطين، قائلا «هناك جهات تجاوزت الحد الأدنى من التوطين لإيمانها التام بعمليات التوطين». وأشار فقيه إلى عاملين سعوديين قبلوا بتحديات العمل المرهق «البدايات الصعبة»، مستشهدا بقصة نجاح موظف «السلام للطائرات» الذي بدأ بوظيفة حارس أمن ليصبح مساهما في عمليات تصنيع الطائرات. مطالبا في الوقت ذاته بالترويج لتلك النماذج والتركيز عليها عبر وسائل الإعلام، لتكون النبراس والمنار لتنمية التوطين في البلاد. وقال فقيه أن السلام للطائرات قصة نجاح شركة آمنت بأبناء الوطن، وأعطتهم الفرصة ليثبتوا أنهم أهل للثقة وقادرون أن يقوموا بأصعب الإمكانات إذا أعطوا الفرصة. إلى ذلك دعا مدير صندوق تنمية الموارد البشرية إبراهيم آل معيقل المنشآت في القطاع الخاص إلى الإيمان بقدرة الشباب السعودي الذي يبدع متى ما سنحت له الفرصة وقُدم له الدعم المناسب. وشدد المعيقل على ضرورة خلق بيئة عمل تناسب احتياجاتهم وتشجعهم على العمل. وأشار آل معيقل إلى جهود فريق صندوق تنمية الموارد البشرية في رفع درجة الوعي لدى الشباب حول حقوقهم وواجباتهم للاستفادة من خدمات التدريب والتوظيف التي يوفرها الصندوق، مشيرا إلى أن التوطين الوظيفي منظومة تستلزم تعاون جميع الأطراف لاسيما القطاع الخاص. هذا وقد احتفلت شركة السلام للطائرات أمس بضخ أول دفعة تدريبية من برنامج تصنيع طائرات F15، مكونة من 33 فني طائرات سعودي. ويأتي الحفل ضمن برنامج «عقبالك» الذي يهدف للاحتفاء بالكوادر السعودية التي نجحت بإيجاد فرص وظيفية مناسبة لها في سوق العمل، إضافة إلى شكر المنشآت الداعمة لمشروع التوطين وتحفيز المنشآت الأخرى. من جهته، قال المدير التنفيذي لشركة السلام المهندس محمد نور فلاته أن شركته حققت نسب توطين ونجحت في جذب الأيدي الوطنية العاملة، سعيا منها لتقليص نسب البطالة وتشجيع الشباب على الانخراط في سوق العمل، والمضي قدما نحو تحقيق طموحاتهم، مشيرا إلى أن الشركة منذ تأسيسها لم تدخر أي جهد في توظيف الشباب السعودي. وأوضح فلاته أن نسبة التوطين الوظيفي في شركة «السلام للطائرات» بلغت 54% (النطاق البلاتيني) حيث يعمل بها 1531 سعودي من بين 2812 موظفا، كما دربت الشركة 426 متدربا في مختلف التخصصات من صيانة هياكل ومحركات الطائرات وتدريب المهندسين الذين تخرج منهم 367 متدربا، كما تخطط الشركة لتدريب 180 متدربا في برامج صيانة وتصنيع طائرات F15 وإدارة المواد والسكرتارية حتى عام 2017. وتعد «السلام للطائرات» التي عملت منذ تأسيسها على تطوير قدراتها وتعميق خبراتها في مجال أعمال صيانة وتعديل الطائرات المدنية والعسكرية وتقديم الخدمات الفنية المساندة المزود الرئيسي لخدمات صيانة وتعديل الطائرات في المملكة وتعتبر أحد أكبر الشركات في تقديم خدمات الطائرات في المنطقة.