دلت الدراسات الحديثة أن نغمة الجهاز النقال او الجوال تعبر عن شخصية حامله، فعند سماعك نغمة معينة عبر جهاز الجوال لشخص أمكن معرفة أي شخصية تلك التي يمتاز بها صاحب الهاتف دون الحاجة الى التعرف عليه. ويقول اخصائيون اجتماعيون ان النغمة التي يختارها الشخص لها علاقة وارتباط مباشر بشخصية الفرد واهتماماته، فالاشخاص الذين لا يضيفون نغمات على هواتفهم يرون الحياة بمنظار عملي بحت ولا يهمهم عادات المباهاة التي تنتشر في المجتمع وخاصة بين الشباب . وتشير دراسات أخرى أن تعدد النغمات والحرص على إنزالها وسوء استخدام الجهاز النقال تزيد من اعباء الاسرة المادية . الاخصائية الاجتماعية الدكتورة هدى عادل قالت: ان شخصية الانسان لها علاقة مباشرة بنغمة جواله، فالانسان الهادئ الرومانسي يحب الموسيقى التي تعبر عن الحب والانسان العصبي الصاخب تتنوع اختياراته حسب حالته المزاجية الراهنة . وتضيف الدكتورة هدى أن عاملا سيكولوجيا اساسيا يدخل في عملية تحديد النغمة حيث ان التفرد بنغمة ما في الجوال يعطي حامله شعورا بالاهمية والاستقلالية. أما الدكتور ناصر مصطفى الباحث الاجتماعي قال: إن تعدد النغمات التي افرزتها ثورة المعلومات والتكنولوجيا زادت من اعباء الاسرة المادية حيث وصل عدد النغمات المطروحة في الاسواق الاردنية عبر شركات خاصة الى نحو 500 نغمة وتترواح قيمتها بين 1 - 3 دنانير، ومن وجهة نظري حين مشاهدتي لبعض الشباب المفتونين بالموسيقى الصاخبة التي تضاف الى رنات جوالتهم أقول في نفسي على الدنيا السلام لان ذلك دليل على أن شخصية الشباب تتجه نحو التفاهة وقلة الحيلة. وللدكتور عدنان علي اخصائي علم النفس التربوي رأي آخر، إذ قال: ثورة المعلومات والتكنولوجيا بدأت تفرض نفسها على الشباب، والنغمات واحدة من الاشياء التي جاءت لمجاراة هذه التغيرات، فعادات المباهاة في تعدد النغمات التي تنتشر بين فئات الشباب ساهمت بابعادهم عن ارتياد المكتبات وقراءة الكتب . بينما قال السيد رائد محمد مدير التسويق في احدى شركات الهواتف الخلوية: كثرة عدد الفنانين في القنوات الفضائية وتعددهم يزيد من عدد النغمات مما يؤدي الى اقبال الشباب على اخر صرعات الرنات التي تكون في الغالب مرتفعة الكلفة حيث تصل كلفة النغمة الواحدة الى دينارين، كما أن لشخصية الشاب والرنة التي يختارها علاقة نفسية فهناك شباب يختارون الرنة الهادئة واغلبهم من رجال الاعمال، واخرون يهتمون باختيار الرنات الصاخبة وهؤلاء في الاغلب من شباب الجامعات. والطالب الجامعي فهد عمار قال: اقوم بانزال نغمة جديدة كل يومين تقريبا واحيانا اعتمد على اصدقائي الذين يرسلون لي النغمات، وافضل ان تكون النغمة مجارية لمتطلبات العصر . وللنساء رأي أيضاً، إذ تقول ام فؤاد اكرم: كانت تجتمع النساء في السابق يتبادلن اطراف الحديث في امور حياتهن اما الان فيقتصر الاجتماع على تبادل رنات الخلوي التي تزيد من انفاق فاتورة الهاتف الخلوي . وتقول السيدة ناجحة سمير: غالبا ما يلجأ الشباب الى الفضائيات التي تنتج الاغاني للمطربين حيث تكون نغمات اغانيهم هي الاكثر طلبا، فعند طرح اغنية جديدة لمطرب محبوب يكون الاقبال على انزال النغمات كثيرا خاصة في مواسم الاعياد، وبرأيي أن الشباب ينحدرون فكريا لدرجة ان شخصيتهم تتجه نحو التفاهات وملاحقة ما هو جديد في عالم الخلوي وليس في عالم التكنولوجيا الحديثة. وتحدث السيد نعيم هلسه قائلاً: نغمات الخلوي اصبحت تعبر عما بداخل الشخص، فعندما يكون الشخص سعيدا فنغمة هاتفه تعبر عن سعادته، اما اذا كان حزينا فيسمع النغمات الحزينة. وتضيف السيدة ام عنان: عندما اكون بين جماعة أو اصادف وجود اشخاص عديدين يحمل غالبيتهم الجهاز النقال يخيل لي بأنني استمع الى سمفونية موسيقية ولكن بشكل غير منسق، وهذا الشيء يدل على الفراغ العاطفي الذي يشعر فيه الناس في الوقت الحالي.