في زيارة لاحد الاقارب المنومين في احد مستشفيات الرياض كنت استمع الى حوار بين مريض آخر والاخصائي الاجتماعي الذي يعامله كمعاملته لوالده وكأنه يسال ويسجل واخذني الفضول لسؤاله عن اسباب تلك الأسئلة وذكر ان هذه استمارة ندرس من خلالها حاجة المريض للمساعدة المالية وسألته هل وزارة الصحة تقدم مساعدات للمرضى المحتاجين وافاد ان هذا يتم عن طريق لجنة اصدقاء المرضى في الغرفة التجارية التي تعتمد على دعم رجال الاعمال والمحسنين وذكر سهولة الاجراءات التي يتم بموجها صرف المساعدة المالية للمريض او العينية التي تتمثل في مساعدات طبية واجهزة ومعدات كالأسرة الطبية والكراسي المتحركة واجهزة التنفس او السماعات الطبية وفرحت بما سمعت من وجود تلك اللجنة وكذلك الجمعيات الاخرى التي تتلمس ما ينقص المحتاج وتقدمه له , كما ذكر لي الاخصائي الاجتماعي ان اللجنة تولت اسكان مرافقي المريض لمدة عشرة ايام مجاناً في شقة مفروشه وقريبة من المستشفى ليتمكنوا من زيارته ومرافقته في تلك الفترة لحين خروجه بالسلامة معهم , واكد الاخصائي الاجتماعي ان اللجنة في الفترة الأخيرة قدمت جهودا رائعة في خدمة المرضى وقدمت خدماتها وسهلت اجراءات عملها في صرف المساعدة المالية والعينية والسكن بصورة مثالية تستحق التقدير من الجميع كما انها حددت فترات زمنية لصرف المساعدة لا تتجاوز يومين ولصرف المساعدة العينية خمسة ايام لأنها تعتمد على موردين وتسعيرات حسب النظام المالي المتعارف عليه وتقدم السكن خلال ساعات معدودة للمريض ومرافقيه , كما كانت رائعة في زيارات المرضى في شهر رمضان السابق وادخلت السرور والبهجة على المرضى المحتاجين وقدمت لهم هدايا ومبلغا ماليا يعين المريض واسرته على قدوم عيد الفطر المبارك . وسررت بهذا الحديث عن اللجنة ووجدت من واجبي ان اذكر ذلك للقارئ ما شاهدته وسمعته واعتبار ان ذلك من التعاون على البر والتقوى مع ابراز فرحتي بهذه الجهود الخيرية التي تبذله الجمعيات واللجان الخيرية ونتطلع الى مساهمة الاعلام في تسليط الضوء على تلك الوقفات الرائعة للعمل التطوعي الكريم لان التركيز على مثل تلك الانجازات سيخلق لدينا منافسة ايجابية رائعة في مجتمعنا الذي يسعى الى المشاركة وتلمس حاجة المريض والمحتاج وذلك لتحقيق الايمان الذي حدثنا عنه رسولنا الكريم بقول : والله لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه والمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً , وهذا هو ما نرجو ان نجده في مجتمعنا وكأنه اصبح ثقافة لكي تنعم الاجيال القامة بكل خير ورفاهية. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا الا تستطيع وزارة الصحة في ظل تلك الميزانيات الضخمة ان تدعم لجان أصدقاء المرضى حي تحقق نجاحات اكثر وترفع سقف مساعدتها للمرضى وتقديم خدماتها للمرضى في منازلهم , وهل منحت لجان اصدقاء المرضى من الاعانة التي امر بها خادم الحرمين الشريفين قبل عدة سنوات لكل الجمعيات واللجان الخيرية او انها اقتصرت على الجمعيات واللجان التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية واتوقع ان معالي وزير الصحة لا يرى صحة تجاهل لجان اصدقاء المرضى وحاجتها لأي مبلغ يساهم في تنفيذ خدماته لمرضاها والمستفيدين منها , ولجنة اصدقاء المرضى تجربة رائدة وجهودها رائعة وتستحق الدعم من كل قادر عليه في القطاعين العام والخاص لان المرض حماكم الله منه يكثر والفقر اغناكم الله عنه يزداد ايضاً ولا بد من دعم تلك اللجنة بكل ما نستطيع واحتساب الدعم لوجه الله سبحانه وتعالى وعلى من يجد في نفسة القدرة على التطوع لدعمهم فهي دعوة اجدها مناسبة في هذا الزمان الجميل .