"وأفاد شهود عيان كانوا بالقرب من موقع الحدث بأنهم قد سمعوا صوت إطلاق نار دون معرفة المصدر ولا نوع السلاح". مثل هذا الخبر نقرأه أو نسمعهُ كثيراً في نشرات الأخبار وقت وقوع اعتداءات مُسلّحة أو جرائم قتل وخطف أو سطو مُسلّح. صوت إطلاق النار مخيف ومرعب لمن لم يتعوّد على سماعه ومعظم الناس هنا في بلادنا ربما لم يسمعوا مثل هذه الأصوات إلا من خلال التلفزيون أو المشاهد التمثيلية في الأفلام والمسلسلات. من ذا الذي يطرب لصوت إطلاق الرصاص؟؟ لا أحد سوى المجرمين أو من تأصّل في أرواحهم التوحّش وحب القتل بينما الأسوياء يسمعونه نشازاً كريها يخدش الشعور بالأمن والطمأنينة. حسناً ما لنا وصوت الرصاص خصوصاً ونحن نستشعر الأمن بأرواحنا في هذه البلاد، ولسنا في لوس أنجلوس أو شيكاغو صوت إطلاق النار أمر معتاد؟ أقول لكم لماذا؟ في منطقة القصيم تحديداً برزت تقليعة غريبة أبطالها صبيان يافعون من تلك المنطقة لا أدري من قال لهم بأن من مكملات الرجولة تعديل ماسورة عادم السيارة (الشكمان) حتى يصدر أصواتاً تشابه صوت إطلاق الرصاص من مدفع رشاش. في البداية ربما كان عدد من يقوم بذلك الفعل غير ملحوظ لكن اليوم وبسبب التقليد والمحاكاة تزايد العدد وأضحت الطرقات وكأنها مسارح عمليات حربية. يقوم الغلام وهو يسير بسرعة بالضغط على دواسة البنزين عدة مرات وبشكل متقطع (فيلعلع) الشكمان بصوت المدفع الرشّاش..! يصاب المارة بالهلع ويخاف من في البيوت من عجائز وشيوخ ويفزع الأطفال كل هذا بسبب عبث صبياني لا معنى ولا مبرر له. أليس ما يفعله هؤلاء الصبية يعتبر في حُكم الأذى؟ وإماطة الأذى أصبحت مسؤولية وليست صدقة فحسب. يقول صفيّ الدين الحلّي: إنّا لقومٌ أبَتْ أخلاقنا شرفاً أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا وحين لم يعرف هؤلاء الأخلاق ولم يجدوا من يدلّهم عليها فعلى المرور والشرطة وغيرها من أجهزة الضبط التدخّل لإعادة الهدوء الذي عكّره عبث غير مسؤول. التفحيط استفحل والدرباوية في الطريق فاقطعوا دابر صوت العبث قبل قول ياليتنا.