عندما عمدت الجامعات السعودية في استحداث ما يسمى بالسنة التحضيرية على اعتبار ان الطالب يدخل في هذا البرنامج كسنة تحضيرية تؤهله علمياً الى التخصص الأنسب له من خلال خاصية المواد التي يتميز فيها في هذه السنة وهي فكر ريادي وتعليمي وقياسي. وقد أخذ الرأي العام مأخذا عليها كونها تعطل الطالب او الطالبة في الانضمام الى الكلية التي يرغبها مع انها تقيس المستوى والرغبة اثناء اجتيازه السنة. ومن خلال زيارتي لعمادة السنة التحضيرية في جامعة الامام كنموذج للجامعات الاخرى فوجئت بحجم الاهتمام الكبير الذي حظيت به العمادة وتلك الصالات الضخمة المعدة للاختبارات وطريقة تهيئتها بصورة منظمة ومثلها في وكالة العمادة بمجمع الطالبات بالجامعة، ثم ان العمادة في البرامج التحضيرية أوجدت النشرات الموضحة لبرامجها، إضافة الى أنها استقطبت المستشارين والخبراء المطورين للبرامج من دول عديدة واهتمت بتعزيز اللغة الانجليزية والمهارات الاكاديمية في البرامج التحضيرية كما ان العمادة وهي تحظى بالاهتمام من وزير التعليم العالي ونائبه ومن مدير الجامعة الاستاذ الدكتور سليمان ابا الخيل اهتمت بتطوير العمادة بشكل عام والمتمثل في تطوير الاداء لأعضاء الكادر التدريسي والاداري فيها من خلال تطوير الاجهزة والمكاتب وقاعات المحاضرات الضخمة، وتجاوز هذا الاهتمام المنهجي المتميز الى توقيع شراكات اكاديمية عالمية لطوير مقررات البرامج التحضيرية لتواكب متطلبات كل مسار تحضيري، وارتقت العمادة التي يديرها الدكتور عبدالرحمن سليمان النملة كعميد لها لوضع الطلبة الدارسين فيها موضع الاستشارة بمجلسهم الاستشاري تحت مسمى المجلس الاستشاري لطلبة عمادة البرامج التحضيرية، وإعداد المسارات التي يتم القبول فيها الى نحو ستة مسارات منها العلوم الشرعية واللغة العربية والعلوم الانسانية والادارية واللغات والترجمة والعلوم التطبيقية والصحية، مما يكسبهم المهارات والقدرة على الفهم المنهجي المحدد، كما ان العمادة بتميزها وضعت كتيبات وموقع الكتروني يوضح للدارسين والدارسات مواطن التعثر والتميز والاعفاء من المقررات والاعتراض والشكاوى والتحويل والمعادلات الدراسية. السنة التحضيرية في الجامعات وخاصة جامعة الامام اولت جوانب الترفيه والتشجيع من خلال الاندية الادبية والصوالين الثقافية والدورات والزيارات الميدانية، ومما يزيدها قوة واثراء تشجيع السلطة العليا في الجامعة بحضور المناسبات الوطنية او غيرها مما يشجع الدارس على ابراز مواهبه، والجميل في هذه العمادة ان الطالبات لهن نفس النصيب من الاهتمام وزرع الثقة بالطالبات وفق منهجية معدة من العمادة ووكالتها النسائية. العمادة بما فيها من امكانات واذهان بشرية تعمل بإخلاص، لا بد وان يكون النجاح طريقا مستقبليا لها بتوفيق الله. اقترح على معالي المدير النشط الدكتور أبا لخيل، ان يهيئ لها مبنى مستقلا وكبيرا، لأنها تقدم رسالة علمية متميزة للجامعة. أخيرا من لا يشكر الناس لا يشكر الله فالجميل أن يأتي رجال يكدحون ليل نهار لأجل الوطن وأجياله، وهذه الجامعة منبر للتطور؟ دمت وطني بخير