تستمرّ المراوحة حول البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام، وتعقد غدا الثلاثاء الجلسة العاشرة للجنة صياغة هذا البيان المتوقف عند عقدة بند المقاومة الذي يواجه رفضا من قوى 14 آذار ومن رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يتعرّض الى حملة انتقاد حادّة من فريق 8 آذار بسبب موقفه الرافض لإدارج ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" في البيان الوزاري وسط تصلّب بإدراجها من قوى 8 آذار. وفي نهاية الأسبوع الحالي تنتهي مهلة الثلاثين يوما التي حددها الدستور اللبناني لإقرار البيان أو تعتبر الحكومة مستقيلة ويصار الى تكليف رئيس جديد يبقى لغاية 25 الجاري حيث يتحول مجلس النواب اللبناني الى هيئة ناخبة لا يحق لها التشريع. في هذا الوقت يستمرّ الفلتان الأمني على غاربه، وخصوصا عمليات الخطف التي طاولت أخيرا الطفل ميشال الصقر(9 سنوات) في زحلة في البقاع والتي أثارت بلبلة واسعة واستهجانا في الشارع اللبناني نظرا لبشاعة العمل الذي انتهى بتحرير الطفل بعد وساطات على مستوى عال لكن من غير القاء القبض على الخاطفين المستندين الى غطاء سياسي يمنع اعتقالهم. وقال مصدر حكومي ل"الرياض": "إن حال المراوحة ليست مقبولة وخصوصا مع دنوّ انتهاء المهلة الدستورية لإنجاز البيان الوزاري ما يضع البلد مجددا على شفير المجهول ويقدّم صورة غير مشرفة عن لبنان وخصوصا بعد انعقاد مؤتمر المجموعة الدولية الخاص بلبنان في باريس الأسبوع المقبل والذي قدّم دعما غير مسبوق معنويا وماديا". وأشار المصدر الحكومي الى أنّ "الرئيس تمّام سلام متشبث بتفاؤله حيال إقرار بيان وزاري قبل 25 الجاري، ويحدوه الأمل بأن من سهّل جلوس الاضداد على طاولة حكومية واحدة لن يصعب عليه إيجاد صياغة مناسبة لبند المقاومة". مشيرا الى وجود "اقتراح وشيك لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري في هذا الخصوص من شأنه أن يسهّل عملية الصياغة". ورفض المصدر الحكومي "حملات التشهير والقدح والذم برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان معتبرا بأنها تطال موقع الرئاسة الأولى الذي يمثل جميع اللبنانيين" ورافضا: "أن يمنع البعض الآخرين من التعبير عن رأيهم ولو كان في موضوع المقاومة، معتبرا بأن هذه الكلمة تخصّ جميع اللبنانيين وليس فريق "حزب الله" وحده، وبالتالي فإن التجريح غير مقبول وخصوصا بشخص الرئيس الذي يحظى بدعم دولي غير مسبوق ينعكس إيجابيا على صورة لبنان في الخارج". في هذا الوقت يستعدّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل للمشاركة في قمّة جامعة الدول العربية في الكويت بين 25 و 26 الجاري وسط أسئلة تتعلق بما سيكون عليه موقف لبنان من قرار بعض الدول العربية إعطاء مقعد سوريا لرئيس الإئتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، وهو ما يلاقي معارضة شديدة من الجزائر". وثمة أسئلة بدأت تطرح عن النهج الذي سيتخذه لبنان في قضايا الإقليم مع حكومة تمام سلام الذي تجمع الاضداد وهو ما سيشكل الاختبار الأول لحكومة "المصالحة الوطنية" بحسب التسمية التي أطلقها عليها الرئيس سلام.