استمرّ التجاذب في لبنان حول إقرار البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمّام سلام، وبعد 5 اجتماعات متتالية للجنة الوزاريّة المكلّفة صياغة البيان لم يتوصّل المجتمعون الى صيغة توافقية ترضي الافرقاء جميعهم، علماً بأن المهلة المحددة دستورياً لإقرار هذا البيان وهو برنامج الحكومة هي شهر واحد، وإلا تعتبر الحكومة مستقيلة. وبالرّغم من التجاذبات والنقاشات صدّرت أوساط رئيس الحكومة تمام سلام أجواء إيجابية تعكس التفاؤل الذي يتسلّح به سلام مردداً "أن المناخات إيجابية وبنّاءة". وقالت الأوساط الحكومية ل"الرياض": "الإيجابية تخيّم على اجتماعات اللجنة لكنّ ذلك لا ينفي التباينات حول نقطتين اثنتين: المقاومة و"إعلان بعبدا"، والأخير صدر في حزيران 2013 يدعو الى نأي لبنان بنفسه وتحييده عن الأزمة السورية، وقد أبلغ لبنان الدول الغربية والعربية قاطبة بأنها السياسة الرسمية المعتمدة من قبله". وبالرغم من تنصل "حزب الله" من هذا الإعلان الذي كان وافق عليه، فإن أطرافاً عدة متشبثة به وفي طليعتها قوى 14 آذار ورئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يرى أن "إعلان بعبدا هو قضية شخصية له" كما نقلت عنه أوساط حكومية في لجنة الصياغة. وتشير أوساط الرئيس سلام ل"الرياض" بأنّه "تمّ الإتفاق على معظم نقاط البيان الوزاري وهو سيكون مقتضباً وفقاً لعمر الحكومة القصير الذي لن يتجاوز الأشهر الثلاثة ما يصعّب تقديم وعود طويلة الأمد". ولفتت الأوساط الى أن النقاش يدور حالياً "حول صيغة وسطيّة مطروحة لا ذكر فيها لثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" التي تشبّث فيها "حزب الله" في الحكومات السابقة وتتمثل ب"حق اللبنانيين في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي الى حين تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر". أما بالنسبة الى إشكالية "إعلان بعبدا" فهي لا تزال قائمة في ظلّ تشبّث قوي للرئيس سليمان بإدراجها في البيان الوزاري بمؤازرة من ممثلي قوى 14 آذار". وقالت هذه الأوساط إن "المناخات الإيجابية الذي أنتجت حكومة سلام لا بد أن تنتج أيضاً بياناً وزارياً يتوافق عليه جميع اللبنانيين". من جهة أخرى، انشغل لبنان أمس بتطوّر أمني خطر، إذ نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي (ليل أمس الأول) غارة جوية على أهداف عسكرية في جرود السلسلة الشرقية قرب الحدود اللبنانية السورية. ونقلت معلومات صحافيّة أن الأمر "قد يكون مرتبطاً بمجريات المعركة الواقعة قرب الحدود اللبنانية في منطقة القلمون (يبرود) وأنه من الممكن أن يكون قد استهدف "حزب الله" على الأراضي اللبنانية أو مستودعات تعود الى الجيش النظامي السوري".