دخل رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة تمام سلام السرايا الحكومية أمس مستعيداً أمجاد آل سلام في الرئاسة الثالثة بعد غياب والده الراحل الرئيس صائب سلام عنها قبل 4 عقود، فيما بدأت ترتسم مهمات التشكيلة الحكومية، وسط إجماع القوى السياسية المشاركة وغير المشاركة فيها، على أولوية استحقاق انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 أيار (مايو) المقبل. وإذ بدأت عجلة تسلّم الوزراء الجدد مهماتهم منذ الأمس استعجالاً لبدء عملهم، وسط اعتبار المدة القصيرة المتوقعة من عمر هذه الحكومة حافزاً لدى هؤلاء ولدى سلام كي يسرّعوا في إعادة تحريك عجلة الدولة المشلولة منذ ما قبل استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بفعل الخلافات السياسية، ثم بسبب الفراغ الحكومي، فإن أول جلسة لمجلس الوزراء ستعقد قبل ظهر اليوم لاختيار لجنة سداسية من حكومة ال24 تتولى صوغ مسودة البيان الوزاري، الذي ترجح مصادر الأطراف أن يكون قصيراً ومختصراً وينجز في سرعة كمقدمة لطلب الثقة من المجلس النيابي على أساسه ولتحصل الحكومة عليها في سرعة أيضاً لتباشر عملها فوراً. وفيما تلقى سلام اتصال تهنئة من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، انضم وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتينماير والخارجية الصينية الى الدول المرحبة بتأليف الحكومة، وكذلك الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي اتصل برئيس الجمهورية ميشال سليمان وسلام. ويكمن التحدي الأول للحكومة في الاتفاق على صوغ الفقرة السياسية من البيان الوزاري التي تلخص جوهر الخلاف السياسي بين قوى «14 آذار» ومعها بعض المواقع السياسية المؤثرة، مثل رئاسة الجمهورية، وبين قوى «8 آذار» حول المعادلة الثلاثية التي تضمنتها البيانات الوزارية، لأربع حكومات متتالية منذ الانسحاب السوري من لبنان، وهي «الجيش والشعب والمقاومة». وقالت مصادر مطلعة إن قوى «14 آذار» تصر على استبدال هذه المعادلة بفقرة تنص على تفعيل «إعلان بعبدا» الصادر في حزيران (يونيو) 2012 والذي يقول بسياسة «النأي بالنفس» عن الأزمة السورية وتحييد لبنان، والتأكيد على حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية، فيما يُنتظر أن يقترح رئيس البرلمان نبيه بري صياغة «غامضة» تتناول حق لبنان في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي عوضاً عن «الجيش والشعب والمقاومة»، على أن تأتي الفقرة التي تؤكد على التزام «إعلان بعبدا» بعدها. وإذ تتوقع مصادر سياسية واسعة الاطلاع أن يلعب التقارب الذي جرى أخيراً بين «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون وتيار «المستقبل» دوراً في إيجاد صياغة يوافق عليها الجميع في البيان الوزاري، فإن الوسط السياسي يترقب كيفية ترجمة قول الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله في كلمته ليل أول من أمس عن «أننا دخلنا مرحلة جديدة» على صعيد العلاقات مع خصومه وتأكيده «أننا نريد الشراكة ولملمة البلد والتلاقي لمواجهة الإرهاب التكفيري»... وانعكاس ذلك وتأثيره على اختيار الرئيس الجديد للجمهورية. على الصعيد الأمني عممت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني صورة «لأحد المطلوبين الخطرين لارتكابه إحدى الجرائم ودعت كل من يتعرف إليه الى الاتصال بغرفة عمليات القيادة عبر موزع وزارة الدفاع الرقم 1701 أو إبلاغ أقرب مركز عسكري أو استخدام التطبيق LAFSHIELD». ولم تستبعد المصادر أن يكون لصاحب الصورة التي جرى تعميمها علاقة بالأعمال الإرهابية والتفجيرات. وقالت مصادر أمنية إن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي قامت السبت الماضي بمداهمات في منطقة الطريق الجديدة في بيروت وتوقيف 3 اشخاص، في إطار ملاحقة مشتبه بتورطهم في عمليات إرهابية، أو على علاقة بالموقوف نعيم عباس، وإن التحقيقات جارية معهم للتحقق من تورطهم جميعاً أو بعضهم ببعض العمليات. وعلمت «الحياة» أن توقيف هؤلاء جاء في إطار المتابعة الحثيثة للأجهزة الأمنية لخلايا «كتائب عبدالله عزام»، التي يشكل عباس أحد قيادييها. وقالت مصادر أمنية إن شعبة المعلومات كانت أوقفت الأسبوع الماضي أحد المشتبه بانتمائهم الى هذا التنظيم في ضاحية بيروت الجنوبية.