جاء اعتماد وزارة الداخلية السعودية قائمة للجماعات الإرهابية، والتي ضمت "داعش والنصرة والإخوان وحزب الله السعودي والحوثيين، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في اليمن، وتنظيم القاعدة في العراق"، ليخرس الألسنة المقللة من دور المملكة في مكافحة الإرهاب، وكان الرد بليغاً لا لبس فيه على كل من يزعم - كذبا وزورا- أن المملكة تدعم أو تمول الإرهاب، وجاءت تلك القائمة بعد تشكيل لجنة من وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة العدل، وديوان المظالم، وهيئة التحقيق والادعاء العام، تكون مهمتها إعداد قائمة - تحدّث دورياً - بالتيارات والجماعات. وقال مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية عبدالله بن محمد اللحيدان، تعليقا على هذا الاعتماد لهذه الجماعات الإرهابية والإعلان عنها: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ومن نعمة الله علينا في هذه البلاد المباركة ما تيسر من الاحتكام لشرعه سبحانه نعيش ذلك ونراه في شؤوننا ولله الحمد والمنة وقد هيأ لنا لهذا ولاة أمر يقيمون ذلك فينا وإذ أن أمور الناس في تغيير مستمر مما يوجب مراجعة ما يستجد وعرضه على الشريعة ليصدر الناس في أمورهم عن هدى وصواب ولا تتقاذفهم الأهواء فكان التوجيه الراشد من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الذي نتج عنه بيان الحق لتوضيح الأمور على حقيقتها وكما هي على أرض الواقع ولتصحيح المواقف والتعامل مع ما يحيط بنا من دون غشاوة بل بمثل هذا البيان إزاحة لشبهات وسد لمنافذ قد يتسلل منها من يريد السوء للمنهج السلفي الصحيح الذي عليه هذه الدولة المباركة أعزها الله، وإذ قد رأينا من الأحداث وعشنا من التجارب ما أوجب اتخاذ موقف حازم ممن أدخلوا شبابنا في متاهات الأفكار الشاذة والمنحرفة بل والعقائد الضالة وأوقعوهم في حرب خاسرة تجارة كاسدة كم وكم كانوا هم أول ضحاياها مع ما يرتد على أسرهم ومجتمعاتهم من ويلات تصرفاتهم غير المحسوبة بحساب الحكمة والحق وربنا سبحانه وتعالى قد حذر أتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من الانسياق وراء الاختلاف والتنازع وأمرهم بالطاعة والاجتماع على الحق فقال سبحانه (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) وقال سبحانه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وولي الأمر وفقه الله مقدرا ما عليه من المسؤولية العظمى فيما يحفظ على المسلمين دينهم وأعراضهم ودماءهم وعقولهم فكان هذا الإجراء المبين لما عليه الأمر والمحذر للناس ممن تكرر استهدافنا منه بشر وهذا من أوجب واجبات الولاية العظمى المناطة بولي الأمر ولن يضيرنا من خالف أو انزعج كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء) فالموقف موقف المسؤولية (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم لأن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) فجزى الله ولاة أمرنا خير الجزاء على ما يحيطون أمتهم من رعاية وحرص لمصالحهم الشرعية، وحزمهم المؤصل شرعا ممن يتسبب في إذكاء الفتنة وزرع الفرقة وشق عصا الطاعة وهو بيان فيه تأكيد لإقامة الحجة على من كان في جهالة من الأمر (ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة) حزم لا يفقد الحلم وذاك مقتضى الحكمة فتضمن البيان المراعاة لمن يريد العودة للرشاد وقد تجلى الأمر وقامت الحجة فالفرصة متاحة والباب مفتوح ما لم تنته المهلة ولذا فإني أوصي كل من كان منخدعا في نهج هذه الأحزاب والجماعات أن يعلم أن حقيقتها قد تبينت لمن نصح لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولعامة المسلمين وأئمتهم ووجب التحذير منها وتجريم من انتظم في سلكها كما أنني أنصح من انخرط في الانضمام لها أن يتق الله ويرجع إلى الحق مهما كان الثمن كيف والطريق قد تيسر من ولي الأمر بلا عتبى عليه، مشيرا إلى أن الإعلان عن هذه الجماعات هو رؤية حكيمة لولي الأمر ومن لدن سمو وزير الداخلية، حيث اقتضى التريث لحين ظهور حقائق المتطرفين والإرهابيين بصورة واضحة أمام الناس، هذا والله المسؤول وحده أن يهدي ضال المسلمين ويصلح أحوالهم ويحفظ علينا ديننا ويوفق ولاة أمرنا للخير والهدى ويشكر سعيهم ونصحهم وأن يرد عنا شر من به شر وهو ولي التوفيق.