مجموعة معارض ومشاريع فنية في معرض واحد، هو ما حفلت به التجربة الجديدة للفنانة التشكيلية السعودية تغريد البقشي وجاء تحت عنوان "إنه قمر وليس برتقالة". المعرض الذي افتتح أول أمس في مدينة الخبر، يعتبر التجربة المعرضية التاسعة للبقشي وقدمت في أركانه رؤى ومقترحات فنية متعددة، عكست إصرارها على تقديم مشروع فني متعدد المستويات في العرض وأيضاً في الوعي وتلقي الإشارات الجلية والوثيقة (الاتصال) بالجمهور، دون التخلي عن العمق الفلسفي للمعنى. مستلهمة فكرة عنوان المعرض "إنه قمر.." من تعدد المعنى للفظ الكلمة الواحدة في اللغة العربية، في تحريض واضح لزائر حديقة تغريد البصرية، على أن هذا المعرض ليس مساحة لتمازج الألوان والرسم وحسب وإنما أيضاً مساحة حرة، للتفكير بالإنسان والأشياء من حوله. مشروع الحقائب، كان أول المشاريع الفنية في معرض البقشي الجديد، حيث فضلت الفنانة السعودية، مشاركة الجمهور بعرض خياراتهم الفنية الموجودة في حياتهم من خلال الحقائب؛ مروراً إلى ركن "مشروع القهوة" المصاحب لقصيدة الراحل محمود درويش وعرض متلفز، في تصوير رمزي لحال الغليان الذي تعيشه أقطارٌ عربية بعيد الدمار الذي خلفه "ربيع الثورات". وصولاً إلى مشروع (كتاب الفن) المخطوط الذي قدمته بصوره متحفية إلى جانب بقية لوحاتها التي تعبر عن هوية تغريد البقشي البصرية، أي تلك الأعمال التي تصور نساءً ورجالاً رفيعي القوام وبألوان زاهية؛ إلا أن إحدى المفارقات الجمالية التي حفل بها معرض "القمر"، كان في لوحة الرجل السعودي الموضوع مكان مخطط رسم شهير لدافنشي، الأمر الذي كان جديداً على تغريد أن تخص لوحة رجل، وبهذا المعنى المركزي, معلقة حول هذه التجربة بالقول: "كنت في فترة سابقة أرسم حول موضوع المرأة وقضاياها وهمومها ولكن مع التجارب واحتكاكي بتجربتي وتجربة فنانات أخريات سعوديات، اكتشفت أن المرأة السعودية قوية جداً وتستطيع أخذ حقها، إلى جانب أن الرجل دائماً ما يتهم باتهامات كثيرة تجعل منه السبب الأوحد لإخفاقات المرأة وكأنه السبب والشماعة، فالرجل "شوي مظلوم". ضاربة مثالاً بزوجها الذي يقف بجوارها ويعينها. مؤكدة أن المرأة بأسلوب ذكي بمقدورها أن تقنعه بأن ثمة شيئاً ضرورياً تريد القيام به. من أعمالها