تشكل آسيا 60% من عدد سكان الكرة الأرضية وتعتبر المنطقة الأسرع نموا على مستوى العالم من ناحية الدخل القومي كما أنها تحوي ثاني وثالث اكبر اقتصاد على مستوى العالم (الصينواليابان) كما أن دولها تملك اكبر رصيد من النقد والسندات الأجنبية (6.4 تريليونات دولار) بل إن العملات الأجنبية الكبرى كالدولار واليورو والجنيه أصبحت تتأثر ارتفاعا ونزولا بسياسات البنوك المركزية الآسيوية أكثر من الدول المصدرة للعملات! وبناء على توقعات البنك الدولي فانه بين عقدي 2020 -2030 ستملك احدى دول آسيا اكبر اقتصاد في العالم متجاوزة الاقتصاد الأمريكي . وبين عامي 2030-2035 ستصبح الهند ثاني اكبر اقتصاد عالمي. أما بناء على تقرير هورون فإن عدد المليارديرات في آسيا تجاوز عددهم في أمريكا الشمالية حيث أصبحوا يشكلون 40% من عدد مليارديرات العالم (608 مليارديرات في آسيا و440 مليارديرا في أمريكا الشمالية و324 مليارديرا في أوربا). يقال في الاقتصاد (أوروبا تمثل الماضي وأمريكا الحاضر وآسيا المستقبل). لذلك تمثل زيارة سمو ولي العهد الأمير سلمان الآسيوية زيارة تاريخية للمستقبل. كانت آسيا تشكل قبل سنين 10 % فقط من الصادرات النفطية السعودية! ولكنها الان تشكل أكثر من 62% من النفط السعودي يذهب لآسيا أي ما يقارب من 5 ملايين برميل من مجموع صادراتنا التي تقدر ب7.8ملايين برميل. كانت آسيا تستهلك عام 1990حوالي 14 مليون برميل نفط بينما في عام 2020 ستستهلك أكثر من 30 مليون برميل أي أن النمو في الطلب العالمي على النفط يأتي من آسيا أكثر من أي منطقة أخرى بالعالم. بل إن التصدير فيما يخص الصناعة الثانية في المملكة وهي البتروكيماويات اغلبه يذهب إلى الأسواق الآسيوية وحتى التوسعات الحالية في المصانع السعودية زيادة الإنتاج من المتوقع أن تمتصه الأسواق الآسيوية والتي دون مبالغة هي الوحيدة القادرة على استهلاك الزيادات القادمة من الخليج والمحافظة على الأسعار العالمية. تمثل زيارة ولي العهد حدثا مهماً ليس فقط للأسباب التي ذكرنها في الأعلى ولكن أيضا بمضمونها وتوقيتها. فباكستان تمثل الحليف الاستراتيجي للسعودية منذ عقود وترابط المصالح والتوافق في الرؤى في اغلب القضايا يجعلهما اقرب إلى بعضهما من أي وقت كان، ووجود تعاون استراتيجي اقتصادي وسياسي وعسكري يجعلهما يشكلان رافعة للعالم الإسلامي ككل. كما أن زيارة اليابان التي تمثل العقل الاقتصادي والتجربة التكنولوجية الناجحة في آسيا والشريك الاقتصادي الثاني للمملكة يعزز من تبادل الخبرات ونقل التقنية والاستثمار في المملكة والجميل في اليابانيين أنهم متعاونون في نقل المعرفة للدول الأخرى وكمثال: كوريا الجنوبيةوالصين وماليزيا يعترفون بان بداية ثورتهم الصناعية بدأت من خلال نقل وتعلم التجربة اليابانية. ونحن في السعودية بعد نجاحنا في القطاع البترولي ومشتقاته نريد الانتقال إلى المرحلة الأخرى وهي الصناعات بأنواعها خصوصا في وجود عوامل محفزة عديدة مثل توفر المواد الخام ورخص أسعار الطاقة ووجود شعب شاب متعلم إذن ما نحتاجه هو (known-how) خصوصا أن الصناعة هي من ستوفر وتخلق أكثر عدد من الوظائف للشباب والذي يعتبر التحدي الأكبر الحالي لمجتمعنا بسبب تشبع الوظائف الحكومية الأخرى. أما زيارة الهند والتي كما ذكرنا سابقا ستصبح من اكبر الاقتصادات العالمية فهناك فرص عديدة للشراكة وقد تصبح سوقا كبيرا جدا لمنتجاتنا النفطية والكيماوية وأيضا شريكا في المشاريع الصناعية خصوصا في وجود أكثر من 2.5 مليون مواطن هندي في المملكة. ألم أقل لكم إن زيارة الأمير سلمان هي زيارة للمستقبل..