قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم إن الولاياتالمتحدة ستتجاوز السعودية وروسيا كأكبر منتج للنفط في العالم عام 2017، وتوقعت الوكالة أن تقترب واشنطن من هدفها بتحقيق اكتفاء ذاتي والاستغناء عن النفط الأجنبي، غير أن تقديرات الوكالة تتناقض بشكل واضح مع تقارير سابقة تقول إن السعودية ستظل أكبر منتج للنفط في العام حتى عام 2035. وأشارت الوكالة إلى أن إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط سيرتفع إلى عشرة ملايين برميل يوميا بحلول 2015، و11.1 مليون برميل يوميا في 2020، قبل أن يتراجع إلى 9.2 ملايين برميل يوميا في 2035، فيما سيناهز إنتاج السعودية 10.9 ملايين برميل في 2015، و10.6 ملايين برميل في 2020، ثم يرتفع إلى 12.3 مليون برميل في 2035. وأوضحت الوكالة في تقريرها السنوي أن التطورات في قطاع الطاقة بالولاياتالمتحدة "عميقة وسيمتد أثرها خارج أميركا الشمالية وقطاع الطاقة"، مشيرة إلى أن الزيادة الأخيرة في إنتاج الغاز والنفط بالولاياتالمتحدة بفضل تكنولوجيا متقدمة تتيح استغلال مصادر للغاز والنفط الصخري، مما يحفز النشاط الاقتصادي "إذ تمنح أسعار الغاز والكهرباء الأرخص للصناعة ميزة تنافسية"، حسب تقرير الوكالة. وستعتمد الولاياتالمتحدة -وهي صاحبة أكبر اقتصادات العالم- على الغاز الطبيعي أكثر من اعتمادها على النفط أو الفحم بحلول 2035، إذ تعزز الإمدادات المحلية الرخيصة الطلب من المصانع ومحطات الكهرباء، وتوقعت المؤسسة الدولية -التي تقدم المشورة للدول الصناعية الكبرى- استمرار تراجع الواردات الأميركية من النفط، وأن تتجاوز صادرات أميركا الشمالية واراداتها بحلول 2030. وتوقعت الوكالة أن تزيد شهية العالم للنفط خلال العقدين المقبلين بسبب طلب الدول الصاعدة وبروز الولاياتالمتحدة كأكبر منتج للنفط، مشيرة إلى أن الطلب العالمي سيزيد بنحو 14% من الآن إلى عام 2035 ليناهز 99.7 مليون برميل يوميا، وأضافت أن طفرة النفط الأميركي ستؤدي لتسارع تحول اتجاه تجارة النفط العالمية، حيث سيتم توجيه نحو 90% من نفط الشرق الأوسط إلى آسيا سنة 2035. ويقول كبير اقتصاديي الوكالة فاتح بيرول -في مؤتمر صحفي بلندن- إن الولاياتالمتحدة ستتخطى روسيا كأكبر منتج للغاز بفارق كبير بحلول عام 2015، غير أن المتحدث نفسه استدرك قائلا إن توقعات الوكالة تظل متفائلة في ضوء أن طفرة النفط الصخري ما زالت ظاهرة حديثة نسبيا. وسيرتفع سعر النفط أيضا حيث سيلامس 125 دولارا للبرميل في عام 2035 مقارنة بسعر 107 دولارات للعام الجاري، وعزت الوكالة هذا الصعود إلى ارتفاع استهلاك البترول في الاقتصادات الصاعدة لاسيما في قطاع النقل بالصين والهند والشرق الأوسط، وذلك بصورة تغطي على انخفاض الاستهلاك في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وترى الوكالة أن العالم سيصبح معتمدا بصورة أكبر على إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). فإلى جانب السعودية، سيشكل العراق نسبة 45% من النمو في إنتاج النفط العالمي إلى غاية 2035 ليصبح ثاني أكبر بلد مُصدر متجاوزا روسيا، وسترتفع حصة أوبك من إنتاج النفط العالمي إلى 48% من 42% حاليا. 5